يبصم المجمع الشريف للفوسفاط، من خلال عدد من برامجه ومبادراته ذات البعد الاجتماعي، على حضور لافت في المعرض الوطني للكبّار بآسفي، الذي قصّ شريطه اليوم الجمعة، وفي مقدم هذه المبادرة Act4Community، التي يحرص القائمون عليها على تقريب الزوار من مساهماتها في النهوض بالتعاونيات، ومواكبة الشباب في ريادة الأعمال، فضلا عن تشجيع الأنشطة الثقافية والرياضية.
وتُسلّط مشاركة المبادرة بالمعرض، الذي ينظم تحت شعار “الجيل الأخضر وسلسلة الكبار.. أي دور للبحث العلمي في التنمية المستدامة في ظل التغيرات المناخية”، على انخراطها في تزويد التعاونيات بفضاء/ منفذ للتسويق الرقمي، من خلال منصة “خير بلادي”، التي واكبت بالتدريب والتكوينات التقنية أكثر من 20 تعاونية هذه السنة، وتطمح إلى مضاعفة العدد خلال السنة المقبلة.
وينظّم المعرض، الذي سيمتد حتى 9 يوليوز الجاري، بشراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والجمعية الإقليمية لمنتجي الكبار بآسفي، وعدة فاعلين محليين ومؤسساتين، ضمنهم المجمع الشريف للفوسفاط.
مُبادرة تُواكب
من رواق المجمع الشريف للفوسفاط أوضح عبد الله عانكري، رئيس مبادرة Act4community موقع آسفي، أن “هدف هذه المبادرة هو تكريس الالتزام الاجتماعي للمكتب على مستوى إقليم آسفي”، مفيدا أنها “ترتكز على ثلاثة محاور مهمة”.
تأتي في طليعة هذه المحاور، كما يبرز عانكري لهسبريس، “ريادة الأعمال، حيث الهدف المرسوم هنا هو مواكبة الشباب في خلق المقاولات الصغيرة والمتوسطة من أجل دمجها في المنظومة الاقتصادية، وهي تتوزع على مواكبة تقنية وتكوينات تبتغي تطوير المخطط الاقتصادي، الذي يؤهل هذه الفئة للاندماج الاقتصادي بشكل جيّد وفعال”.
وأضاف أن “المحور الثاني، الذي يتقاطع أكثر مع المشاركة في المعرض الوطني للكبّار، يهم مواكبة التعاونيات، فمعلوم أن ثمّة مجهودات كبيرة تبذلها المؤسسات المعنية على المستويين التقني والتنظيمي، غير أن التسويق يبقى عائقا أمام التعاونيات”. لذلك طوّرت Act4Community موقع آسفي “منصة مندمجة توفّر مجموعة من العروض، أهمها فضاء تسويقي رقمي، وتكوينات تروم الرفع من تنافسية التعاونيات”، يتابع المتحدث.
أما المحور الأخير للمبادرة فيتعلّق “بتشجيع القطاع الثقافي والرياضي من خلال حزمة من الأنشطة، التي تهدف إلى إعطاء فرص للمواهب التي تزخر بها آسفي وإقليمها”، يقول عانكري، الذي أكد أن “البرنامج يهدف انطلاقا من هذه السنة إلى الرفع من قاعدة المستفيدين”.
المنصة تنجز
انتقلنا إلى الرواق الذي تعرض فيه Act4Community المنصة “KHERBLADI.MA”، حيث قالت آمال كركابة عن المبادرة: “مشاركتنا في المعرض الوطني للكبار في نسخته السابعة تهدف إلى تقديم هذه المنصة الموجهة للتعاونيات، التي تتعدد خدماتها بين تقديم فضاء للتسويق والمواكبة مع تكوينات تقنية”.
ومن بين الإنجازات التي بصمت عليها المنصة سنة 2025، وعرضتها المتحدّثة، “استفادة أزيد من 20 تعاونية، وعرض ما يزيد عن 300 منتوج، وتحقيق 30 ساعة من التكوينات، فضلا عن 45 حصة من التدريب Coaching لفائدة هذه التعاونيات”. كما حققت خلال شهرين فقط 15 ألف زيارة.
وأضافت أن “المنصة تتوقع تسجيل استفادة أكثر من 50 تعاونية سنة 2026، من خلال الاستفادة من 100 حصة تدريب، وعرض أكثر من 400 منتوج”.
دعم “المنتجة”
ويرتقب أن يتعرّف زوار المعرض الوطني للكبار على برنامج “المنتجة”، الذي طوّره برنامج SAFIUP، الذي يعد ثمرة شراكة بين معهد الابتكار وريادة الأثر السوسيو اقتصادي، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والمجمع الشريف للفوسفاط، وبرنامج Act4Community موقع آسفي.
وأوضح محسن صوبر، منسق برنامج safiupأن “برنامج “المنتجة” هو أحد مشاريع هذا الأخير، حيث يواكب تعاونيات نسائية بدءا من تشخيص حاجياتها ونقاط قوتها كما ضعفها”، مفيدا أن “هذه المواكبة تشمل سلاسل الإنتاج، منها تربية النحل وإنتاج العسل وتربية الدجاج البلدي وإنتاج الكبار”.
ويوفّر برنامج “المنتجة” مجموعة من التكوينات، بالإضافة إلى المواكبة التقنية، فضلا عن “اكتساب جملة من المهارات، التي تحتاجها التعاونيات لتتبوأ الريادة في مجالات اشتغالها مثل الحكامة الجيدة والتسيير المالي والمحاسباتي، إلى جانب ثقافة التعاون وحس ريادة الأعمال لدى النساء، فضلا عن ورشات أخرى”، يقول المسؤول ذاته.
وأبرز أن “الهدف من هذه التكوينات هو ضمان الاستقلال الاقتصادي للتعاونيات وهيكلتها بجميع المعايير، وأن تتمكن من الحصول على التراخيص حتى تتمكن من الاضطلاع بدور فاعل في المجتمع، ثم مواكبة تعاونيات أخرى”.
وأضاف أن معهد الابتكار وريادة الأثر السوسيو اقتصادي والاجتماعي يتميّز باحتضان “مختبرين متكاملين: مختبر الابتكار الاجتماعي، الذي ينكب على الدراسات والتشخيصات لإبداع برامج مواكبة، ومختبر التعاونيات، الذي يتولى تنزيل هذه البرامج والمواكبة التقنية للتعاونيات، فضلا عن تقييم الأثر السوسيو اقتصادي لبرامج المعهد من أجل تحسين مردوديتها”.