تواضروس , عبّر بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن سعادته الكبيرة بالتغييرات والانفتاح الملحوظ الذي تشهده المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تمثل نقلة نوعية ووصفها بأنها “مفرحة جدًا”.
جاءت تصريحات البابا خلال مقابلة مع شبكة CNN بالعربية، حيث تطرق خلالها إلى عدة ملفات مهمة، منها العلاقات المصرية-السعودية، وإقامة أول قداس قبطي في المملكة، وأحداث عام 2012 التي شهدت تغييرات مفصلية في قيادة الكنيسة المصرية.
انفتاح سعودي وتطلعات مستقبلية
أشاد البابا بالنهج الجديد الذي تتبناه القيادة السعودية، مؤكداً أن المملكة تمر بمرحلة انفتاح وتطور اجتماعي وثقافي غير مسبوقة. كما تحدّث عن لقائه السابق بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته إلى مصر، حيث وصفه بأنه يمتلك روحًا شبابية منفتحة، وكان اللقاء بينهما “مفرحًا وممتعًا” بحسب تعبيره.
وفيما يتعلق بإمكانية بناء كنيسة قبطية في السعودية، أوضح البابا أن “الفكرة لا تزال مبكرة”، لكنه لم يغلق الباب تمامًا أمام هذا الاحتمال، معبّرًا عن أمله في أن يكون المستقبل حافلاً بمزيد من خطوات التقارب والتسامح الديني.

البابا تواضروس يتذكر قداس الميلاد الأول في المملكة: لحظة تاريخية
أشار البابا إلى حدث اعتبره تاريخيًا بكل المقاييس، وهو إقامة أول قداس قبطي رسمي في السعودية في يناير 2023. حيث تم تكليف الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة، للقيام بزيارة رعوية استمرت شهرًا، شملت الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، واختتمت بإقامة قداس عيد الميلاد المجيد ليلة السادس من يناير.
الزيارة، التي نُظمت برعاية الكنيسة القبطية، شهدت تفاعلًا كبيرًا من الأقباط المقيمين في المملكة، وكذلك من الجالية الإريترية. ووفقًا لما ذكرته مجلة “الكرازة”، تضمنت الرحلة قداسات واجتماعات روحية، وتمّت بتسهيلات ملحوظة من السلطات السعودية، بالإضافة إلى تعاون وثيق مع السفارة المصرية.

البابا تواضروس يتحدث عن تحديات ما بعد 2012: عام التحولات الكبرى
في سياق آخر، عاد قداسته بذاكرته إلى عام 2012، واصفًا إياه بأنه كان عامًا مليئًا بالأحداث الجسام في فترة زمنية قصيرة، حيث توفي البابا شنودة الثالث في مارس، وتولى محمد مرسي رئاسة مصر في يونيو، ثم تم تجليس البابا تواضروس نفسه في نوفمبر من العام ذاته.
وقال إن تلك الفترة كانت “هائجة ومليئة بالتغييرات والقرارات والتوقعات الغامضة”، مشيرًا إلى أن من أبرز التحديات التي واجهها كانت الاعتداءات على الكنائس في أغسطس 2013، وكذلك حوادث العنف التي طالت الكاتدرائية المرقسية وبعض الأقباط، مؤكدًا أنها كانت لحظات صعبة للغاية في تاريخ الكنيسة.
أما عن علاقته بالرئيس الأسبق محمد مرسي، فقال البابا إنه التقى به مرة واحدة بعد تجليسه، وكانت زيارة بروتوكولية لشكره على إصدار قرار التعيين، دون أي نقاش سياسي أو تفصيلات أخرى، مشيرًا إلى أن اللقاء كان شكليًا ولم يتضمن أي حوار عميق.