في مؤشر جديد على قوة قطاع الصناعات الثقيلة والبحرية، أظهرت بيانات صادرة عن شركة كلاركسون للأبحاث البحرية (ومقرها لندن) أن كوريا الجنوبية جاءت في المركز الثاني عالميًا في حجم الطلبات الجديدة لبناء السفن خلال يونيو 2025، لتؤكد مكانتها كأحد أهم اللاعبين في هذه الصناعة الاستراتيجية، رغم التحديات العالمية واشتداد المنافسة.
وتشير البيانات إلى أن شركات بناء السفن الكورية، وعلى رأسها "هيونداي للصناعات الثقيلة" و"سامسونج للصناعات الثقيلة"، نجحت في تأمين طلبات متقدمة بفضل خبراتها التقنية الطويلة، واستثماراتها المتواصلة في الابتكار والتكنولوجيا الصديقة للبيئة، خاصة في ظل التحول العالمي نحو تقنيات الطاقة النظيفة في قطاع النقل البحري.
منافسة صينية وسباق على السفن الخضراء
وعلى الرغم من حفاظ الصين على المركز الأول عالميًا في حجم الطلبات، بفضل طاقتها الإنتاجية الضخمة وأسعارها التنافسية، فإن كوريا الجنوبية ما زالت تحتفظ بتفوقها في القطاعات عالية التقنية مثل ناقلات الغاز الطبيعي المسال (LNG) والسفن المزودة بأنظمة دفع هجينة، وهي المجالات التي تمثل مستقبل صناعة النقل البحري.
الأهمية الاستراتيجية لصناعة السفن في كوريا
ويمثل قطاع بناء السفن الكوري أحد دعائم الاقتصاد القومي، حيث يسهم بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي ويوفر عشرات الآلاف من فرص العمل، إضافة إلى دوره المحوري في دعم صادرات البلاد. وقد أولت الحكومة الكورية اهتمامًا متزايدًا لهذا القطاع، من خلال خطط دعم حكومية وتمويلات ميسّرة لتشجيع الشركات على الابتكار وتطوير البنية التحتية.
نظرة مستقبلية
وفي ظل التوقعات بارتفاع الطلب العالمي على السفن منخفضة الانبعاثات بحلول 2030، تبقى كوريا الجنوبية في موقع تنافسي قوي يؤهلها لتعزيز حصتها في السوق العالمية، خاصة إذا استمرت في تطوير حلول تقنية مستدامة والارتقاء بسلاسل التوريد لديها.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.