أكدت الدكتورة منار غانم عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية أن التغير المناخي أصبح أمرا واقعا لا يمكن إنكاره، وهو ما نشهده بوضوح في جمهورية مصر العربية وفي مختلف دول العالم.
وقالت غانم في مداخلة مع برنامج "خط أحمر" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "الدول الأوروبية تشهد خلال هذه الأيام ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، حيث تقترب الحرارة في بعض المناطق من 40 درجة مئوية، وسجلت درجات وصلت إلى 46 درجة مئوية في البرتغال وإسبانيا، وهو ما يعكس موجات حرارية شديدة وقيما قياسية لدرجات الحرارة".
وأضافت: "استمرار النشاطات البشرية وانبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري يزيد من حدة التغيرات المناخية، ويجعل الظواهر الجوية أكثر شدة وعنفا وتطرفا".
وشددت على أن التأقلم والتكيف مع هذه التغيرات المناخية أصبح ضرورة ملحة، وهو ما يتطلب وعيا مجتمعيا متزايدًا بكيفية التعامل مع تداعيات المناخ.
وتابعت: "موجات الحر الشديدة التي تشهدها أوروبا حاليًا تعود إلى وجود مرتفع جوي متعمق في طبقات الجو العليا، يعرف بالقبة الحرارية، وهو قادم من شمال إفريقيا".
وأوضحت: "هذا المرتفع الجوي يؤدي إلى حبس الهواء الساخن، بالإضافة إلى قدوم كتل هوائية صحراوية من شمال إفريقيا، مما أدى إلى تفاقم الموجة الحارة التي أثرت على أوروبا وتسببت في تسجيل وفيات في بعض الدول نتيجة لدرجات الحرارة المرتفعة".
وفيما يتعلق بدرجات حرارة سطح البحر الأبيض المتوسط، أوضحت أن هذه الدرجات أصبحت استثنائية في الآونة الأخيرة، لكنها ليست العامل الرئيسي وراء موجات الحر.
وذكرت أن السبب الأبرز هو الكتل الهوائية القادمة من شمال إفريقيا مرورا بالبحر المتوسط إلى دول غرب أوروبا، مما ساهم في ارتفاع درجات الحرارة ومع ذلك، فإن البحر المتوسط يشهد بدوره احترارا وارتفاعا في درجات الحرارة على سطحه، نتيجة مباشرة للتغيرات المناخية والأنشطة البشرية المستمرة.