تقترب عدد من الأحياء الجامعية بالمغرب من إسدال الستار على موسم كامل من تقديم خدمات الإيواء لفائدة الطلبة والطالبات المغاربة، فيما تشرف إداراتها حاليا على تنظيم عمليات المغادرة وإعادة التسجيل، حسب وضعية كل فئة من القاطنين.
وكانت بعض الأحياء الجامعية أبلغت قاطنيها بأن 30 يونيو الماضي هو آخر أجل للمغادرة بالنسبة لسلك الإجازة، مع وضع تاريخ 15 يوليوز الجاري تاريخا للعملية نفسها بالنسبة للطلبة في سلكي الماستر والدكتوراه.
وكانت إدارة الحي الجامعي مولاي إسماعيل بمكناس أنهت إلى علم الطلبة القاطنين، ضمن بلاغ داخلي، أن المغادرة بالنسبة لطلبة الإجازة حُددت في تاريخ 30 يونيو الأخير، على أن يغادر طلبة الماستر والدكتوراه الفضاء ذاته بتاريخ 15 يوليوز، وهو الأمر نفسه بالنسبة للحي الجامعي بمدينة الجديدة، مع اختلاف هذا التاريخ بأحياء أخرى.
وتسبق عملية مغادرة الأحياء الجامعية بالمغرب إنهاء خدمات المطاعم داخلها قبل نهاية شهر يونيو من كل سنة، على أن تستأنف عملها من جديد خلال فترات مختلفة من الموسم الجامعي الجديد (ما بين أكتوبر وبداية شتنبر باختلاف الأحياء).
وعادة ما يبرر المسؤولون عن الأحياء الجامعية بالمغرب الإغلاق خلال أشهر الصيف بالحاجة إلى إدخال إصلاحات على بعض المرافق، وإعادة ضبط دفاتر القاطنين، استعدادا لموسم جامعي جديد.
ويواصل الطلبة الذين غادروا مختلف الأحياء الجامعية، ويرغبون في المكوث بالمدن الكبرى، بحثهم عن دور وغرف للكراء، بهدف القيام بتدريبات مهنية خلال فصل الصيف ترتبط أساسا بمجال دراستهم، وهو ما ظهر ضمن عدد من فضاءات التواصل الاجتماعي الرقمي التي تجمع هؤلاء.
كما أن بعض التدابير الخاصة بوقف خدمات الإيواء بالأحياء الجامعية تصطدم بمصاعب امتثال الطلبة القاطنين للتواريخ المحددة، وهو ما يدفع إدارة هذه المرافق في بعض الأحيان إلى اعتماد الصرامة أو اللجوء إلى تمديد الأجل.
وأكد عبد الغني حنداوي، طالب بسلك الماستر، أن “تنظيم عمليات المغادرة يكون في هذه الفترة من كل سنة، ولا إشكال فيه بالنسبة للذين أنهوا امتحاناتهم أو مناقشة بحوث تخرجهم”.
وأوضح حنداوي، في تصريح لهسبريس، أن “الطلبة الذين يجتازون امتحانات الدورات الاستدراكية يواصلون الإيواء ببعض الأحياء بالرباط، وهو واقع تتفهّمه بعض الإدارات، غير أن بعضها تذهب في اتجاه إلزامهم بالإدلاء بوثيقة تؤكد هذه الالتزامات، مع المغادرة مباشرة بعد اجتيازها”.
ولم ينف المتحدث ذاته أن “عددا من الطلبة، رغم إنهائهم كل الالتزامات، يرغبون في الاستفادة من الإيواء بالعاصمة للرباط، وهو ما يدفع كثيرا منهم إلى التوجّه نحو الكراء بالمدينة بعد ذلك”.
من جهته اعتبر حمزة، وهو طالب ماستر بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال بالرباط، أن “تنظيم عمليات المغادرة وإعادة التسجيل تبقى مهمة كل سنة، من أجل ترتيب الأمور بالنسبة لإدارات هذه الأحياء”.
وأكد المتحدث للجريدة أن “الأساسي هو أن لا يكون إغلاق حي جامعي بعينه أضر بطالب أو فئة من الطلبة، خصوصا ممن يرتبطون بالتزامات جامعية”، مفيدا بأن “مطالب البعض بترك هذه الأحياء مفتوحة خلال فصل الصيف تبقى مفهومة، لكن يمكن أن تكون لدى البعض الآخر غير عملية”.