تواضروس , قدم قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تعازيه القلبية لأسر فتيات محافظة المنوفية اللاتي لقين حتفهن في حادث مأساوي أعلى الطريق الإقليمي، وذلك خلال اجتماعه الأسبوعي في كنيسة السيدة العذراء والقديس يوسف النجار بمنطقة سموحة في الإسكندرية. وقد عبّر البابا عن بالغ حزنه، مشددًا على أهمية الصلاة من أجل الفتيات الراحلات والمصابين في الحادث.

البابا تواضروس: الحادث مؤلم والإهمال هو السبب
في مستهل عظته، تحدث قداسته عن الحادث الأليم الذي أودى بحياة عدد من الفتيات الشابات، قائلًا: “باسمي وباسم الكنيسة أقدم التعزية في فتيات المنوفية، ونعزي أسرهن، ونصلي من أجل المصابين”.
وأضاف أن الألم يتضاعف عندما نعلم أن هؤلاء الفتيات كن في طريقهن إلى العمل، حيث توجهن لجمع العنب لمساعدة أسرهن أو لتغطية تكاليف دراستهن، في مشهد يعكس قوة الإرادة والمسؤولية في سن مبكرة.
وأكد أن ما جرى سببه الإهمال، محذرًا من خطورة هذا السلوك في كل جوانب الحياة، سواء العملية أو الروحية، واصفًا الإهمال بأنه “العدو الأول للإنسان”.

البابا تواضروس يعزي والدولة تتحرك.. وإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات
بالتزامن مع تعازي قداسة البابا ، تواصلت الإجراءات القانونية بشأن الحادث، حيث أعلنت النيابة العامة في بيان رسمي عن إحالة سائق ومالك السيارة المتسببة في الحادث إلى محكمة الجنايات المختصة، على خلفية ارتكاب جرائم مروعة نتج عنها وفاة 19 شخصًا وإصابة 3 آخرين.
وكشفت التحقيقات أن السائق كان تحت تأثير مواد مخدرة، من بينها الحشيش والميثامفيتامين، وكان يقود السيارة عكس اتجاه السير، وبرخصة غير قانونية لا تخوله قيادة هذا النوع من المركبات. ووجهت النيابة له تهم القتل الخطأ، والإصابة الخطأ، وإحداث تلفيات بممتلكات الغير، كما حمّلت مالك السيارة مسؤولية جنائية بسبب سماحه للسائق بقيادتها رغم معرفته بمخالفاته القانونية.

تفاصيل التحقيق: القيادة تحت تأثير المخدرات وبلا رخصة
وأظهرت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل صادمة حول ملابسات الحادث، حيث تبين أن السائق تجاوز سيارة كانت أمامه بشكل متهور من خلال السير في الاتجاه المعاكس للطريق، متجاوزًا الحاجز الفاصل، مما أدى إلى تصادم مباشر وعنيف مع سيارة نقل ركاب كانت تقل الضحايا.
وقد تسبب الحادث في وفاة عدد كبير من الفتيات وإصابة آخرين، إضافة إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية للطريق وبعض المركبات الخاصة.
وأكدت النيابة أن الحادث وقع نتيجة خطأ جسيم من السائق، وتقصير واضح من مالك السيارة، ما جعل من الواقعة جريمة كاملة تستوجب المحاكمة السريعة والعاجلة.
يمثل حادث فتيات المنوفية جرحًا غائرًا في قلب المجتمع المصري، حيث فقدت البلاد مجموعة من الفتيات الشابات في عمر الزهور، بسبب الاستهتار والإهمال. وتعكس كلمات البابا تواضروس حجم الحزن الذي يشعر به الجميع، فيما تستمر الدولة في اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة. ويبقى الدرس الأهم من هذه المأساة هو ضرورة اليقظة، وفرض أقصى درجات الرقابة على الطرق والقيادة، لحماية الأرواح البريئة من تكرار هذا المشهد المؤلم.