قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، إنّ ما ميّز تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، هو أنها كانت أول مشروع وطني حقيقي ومباشر للتصدي لفكر الجماعة ونفوذها، سواء على مستوى مؤسسات الدولة أو البنية الاجتماعية للمجتمع. واعتبر الباز أن انحيازه الكامل لهذا المشروع يعود إلى أنه قطع مع سياسة التساهل التي اتبعتها الأنظمة السابقة.
وأضاف الباز، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ الخطورة في مشروع جماعة الإخوان لم تكن فقط في تنظيمها العنيف أو المحاولات الانقلابية، بل في النهج الذي وضعه عمر التلمساني، أحد أبرز قادة الجماعة، والذي دعا إلى تجنّب الصدام المباشر، والتركيز على اختراق مؤسسات الدولة والمجتمع بشكل تدريجي وناعم، عبر التغلغل في النقابات، الجامعات، الوزارات، ومراكز الشباب.
وأشار إلى أن هذا النهج التسللي كان أكثر فاعلية وخطورة من نهج سيد قطب، الذي دعا إلى المواجهة والصدام، إذ إن استراتيجية "الأخونة الناعمة" استطاعت أن تُمهّد لتغلغل الجماعة في مفاصل الدولة دون إثارة ردود فعل قوية، ما مكّنها من توسيع نفوذها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، خصوصًا في ظل غياب المواجهة الفكرية من الدولة.
وتابع، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أتى في لحظة تاريخية كانت فيها الدولة على وشك السقوط نتيجة تمدد الجماعة، واستطاع عبر مشروع واضح أن يوقف هذا التمدد، مؤكدًا أن نجاح المشروع لا يُقاس فقط بالضربات الأمنية، بل بوجود رؤية فكرية وثقافية واضحة لمواجهة الجماعات الدينية على كل المستويات، وهو ما لم يكن متحققًا في عهود عبد الناصر أو السادات أو مبارك.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
