نجح المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي في تحويل الضغط العالي الذي مارسه مانشستر سيتي إلى أداة عكسية خدمت الهلال، بعدما اعتمد على تمركز ذكي لأبرز عناصره في العمق، واستثمر المساحات الفارغة خلف أظهرة الفريق الإنجليزي التي تقدمت باستمرار لتضييق المسافات في وسط الملعب.
بدأت المواجهة بضغط كثيف من لاعبي السيتي الذين ضيّقوا الخناق على حامل الكرة، وركّزوا على إجبار الهلال على التمرير تحت ضغط في مناطقه الخلفية، لكن إنزاغي تعامل مع هذا النهج بانسيابية تكتيكية واضحة، حيث أسند للاعبه نيفيز مهمة التمركز بين قلبي الدفاع وسحب التكتلات من العمق، ليفتح الممرات أمام الأظهرة الطائرة على الأطراف التي استفادت من المساحات التي تركها دفاع السيتي المنهمك في التغطية.
هذا التحوّل في الخطة منح الهلال أفضلية نسبية في الشوط الثاني، حيث جاء هدف التعادل بعد دقائق من العودة من الاستراحة، ثم استثمر الزعيم التقدم المفرط لمدافعي السيتي ليرسل تمريرة طولية خلف الخط الأخير، انفرد على إثرها مالكوم وسجّل الهدف الثاني بلمسة هادئة، مكرّرًا نفس النمط التكتيكي الذي اعتمد عليه إنزاغي في الخروج من الضغط.
ورغم محاولات مانشستر سيتي المستمرة لإعادة فرض سيطرته، بقيت ثغرات العمق حاضرة، ولم يجد الفريق الإنجليزي إجابة واضحة على قدرة الهلال في ضرب خطوطه الأولى والثانية بكرات مباشرة، لتتحول المباراة إلى تبادل في الأهداف بلغ ذروته في الوقت الإضافي، عندما ترجم الهلال تفوّقه الذهني والتكتيكي إلى هدف رابع حسم به واحدة من أكثر مفاجآت البطولة إثارة.
أثبت إنزاغي عبر هذه المواجهة أن كسر الضغط لا يحتاج فقط إلى تمريرات قصيرة أو تدوير بطيء للكرة، بل يتطلب قراءة دقيقة لنقاط الضعف في تمركز الخصم، وتحريك العناصر بذكاء لخلخلة المنظومة، وهو ما فعله بدقة أمام أقوى منظومات الضغط العالي في العالم، ليقود الهلال لانتصار تاريخي على بطل أوروبا بنتيجة 4-3.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
