شهدت بغداد في وقتين مختلفين من التاريخ مقتل اثنين من أبرز الشعراء العرب، وذلك خلال حوادث اعتُبرت فقداناً كبيراً للثقافة العربية وإن تباينت الأسباب والسياق الزمني.
في القرن الرابع الهجري، قُتل الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي بالقرب من بغداد، وبالتحديد عند دير العاقول، أثناء رجوعه من فارس.
كان المتنبي قد هجا رجلاً يُطلق عليه ضبة الأسدي، واعترضه خاله فاتك بن أبي جهل مع عدد من الرجال، ودارت بينهم معركة صغيرة انتهت بمقتل المتنبي وابنه وجاريته.
تحكي الروايات أنه كان يمكنه الهرب، إلا أنه تراجع بعد أن قال له أحد مرافقيه بالقول الشهير: "كيف تهرب وأنت من قال أن الخيل والليل والبيداء تعرفني؟"، لذا اختار أن يقاتل حتى الموت.
أما خلال العصر الحديث، استيقظت الأوساط الأدبية والأوساط الشعبية في العراق على خبر مقتل الشاعر فلاح البدري في شهر مارس/آذار 2024، في محافظة ذي قار جنوبي البلاد.
قام بعض المسلحين المجهولين بإطلاق النار عليه داخل سوق شعبي في مدينة الناصرية، مما تسبب في مقتله فورًا، ويذكر أن فلاح البدري كان من أهم الأصوات الشعرية في جنوب العراق، وشارك في برنامج شاعر المليون، واشتهر بقصائده ذات الطابع الاجتماعي والوطني.
وعلى الرغم من الفارق بين المتنبي والبدري، إلا أن كليهما سقطا ضحية للعنف، وخسرت الساحة العربية برحيلهم صوتين شعريين كان لهم اثر عميق في قلوب الناس، وكل منهم له طريقته ولغته وزمنه.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.