في الوقت الذي كانت بعض مدن العالم تكتوي بأعلى درجات الحرارة في العالم، ومن ضمنها مشرع بلقصيري، بعد أن قاربت فيها الخمسين درجة، كانت المدينة وضيوفها من قصّاصات وقصّاصين ونقاد ومُثقفين يستظلون بظلال ما أبدعته أقلامهم ومخيلاتهم من قصص وارفة الظلال، وفي ظل هذه الأجواء الحارّة جدًّا، انطلقت فعاليات مهرجان مشرع بلقصيري الوطني للقصة القصيرة هذه السنة، والتي احتضنتها قاعة العروض بالمركز الثقافي في المدينة. من 27 إلى 29 يونيو.
مهرجان مشرع بلقصيري القصصي يبقى واحدا من المهرجانات الثقافية الوطنية المتخصصة في القصّة القصيرة بالمغرب، وقد أخذ شهرة على الصعيدين الوطني والعربي، وسبق أن حضرته شخصيات أدبية رفيعة من العالم العربي، هو الذي دأبت على تنظيمه جمعية النجم الأحمر للتربية والثقافة والرياضة والتنمية الاجتماعية كل سنة مع استثناءات قليلة، وتجتهد في كل موسم قصصي من أجل تطويره والرّفع من مستواه، بالرغم من غياب الدّعم الذي يستحقه وقلة ذات اليد والإمكانيات؛ رغم أن المهرجان يُسهم في بلورة مشهد ثقافي جاد وهادف يليق بالمدينة والمغرب.
تميّز اليوم الأول من المهرجان بافتتاح مَعرض فنّي، عُرضت فيه لوحات تشكيلية، وهي من إبداع الفنان الحُروفي مصطفى أجماع، وإلقاء كلمات الجهات الرّسمية بالمناسبة، بما فيها كلمة المُحتفى به. وقد ألقيت نيابة عنه، بعد أن استعصى عليه الحضور من مراكش، لأسباب صحية. كما تم عرض فيديو توثيقي مقتضب عن سيرة القاص أبي يوسف طه وتوجُّهاته الفكرية في الكتابة، وقدمت “فرقة يَافَا” وصلات موسيقية راقية برئاسة الفنان رضوان قدوري.
في صباح اليوم الثاني من المهرجان، كان لعُشاق النقد القصصي موعدٌ مع أولى الجلسات النقدية، احتضنتها إحدى القاعات بالمركز الثقافي وسيرها القاص محمد الشايب، وجاءت تحت عنوان “مُميّزات الكتابة القصصية عند أبو يوسف طه”، شارك فيها محمد اكويندي أحمد بهيشاوي وعبد الجليل الشافعي وأحمد اللويزي وعز الدين المعتصم.. وفي المساء، كان لعشاق فن الاستماع إلى القصة القصيرة موعد مع قراءات قصصية، تقدم بها قصاصون وقصاصات، جاؤوا من مختلف ربوع المغرب، وهم: ليلى بارع وصخر المَهيف وربيعة عبد الكامل ومحمد الشايب وسعيد مُنتسب وأحمد شُكر وزهير البوعزّاوي ومصطفى أجْمَاع وفاطمة الزهراء المرابط ومريم الحلو ورشيد أمديون وسعيدة قراري الشافعي وعلي بن ساعود ومصطفى المودن وثورية بدوي وإدريس الواغيش وبوشعيب عطران ورضى السّكحال ومحمد الحاضي وليلى مهيدرة ومحمد حفيظي وعبد الجليل الشافعي ومحمد مجعيط، والمصطفى كليتي وعبد السلام الجُباري وفاطمة كطّار، والقاص محمد العتروس الذي ناب عنه غيابه في بركان لأسباب صحية وقرأت قصته نيابة عنه الدكتورة القاصة ورئيسة الجمعية ثورية بدوي.
في اليوم الثالث من مهرجان مشرع بلقصيري للقصة القصيرة، استمتع الحضور بندوة نقدية مهمة حول “القصة المغربية ومفهوم الجيل”. وقد شارك في هذه الندوة، التي أدارها القاص محمد الحاضي، سعيد منتسب ومحمد صَولة وجمال الفقير وعزيز الحْويدَق ورشيد برقان.
