سجلت معدلات توليد كهرباء الطاقة الشمسية في سنغافورة أسرع وتيرة لها خلال 15 شهرًا، في مايو/أيار 2025، رغم صعوبة مشروعات الطاقة المتجددة في البلد ذي المساحة الصغيرة، وذلك منذ مارس/آذار 2024.
وكشفت أرقام تحليلية ارتفاع واردات الدولة الآسيوية من الكهرباء المتجددة للشهر الثالث على التوالي في مايو/أيار الماضي، مسجلةً أعلى مستوى لها في عامين، ما زاد نسبتها من مزيج الطاقة في هذه المدة إلى 2.58%، بحسب بيانات "ناشيونال إليكتريستي ماركت أوف سنغافورة".
وتسهم اتفاقيات شراء الكهرباء مع الدول القريبة لسنغافورة في تخفيض الاعتماد على محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالوقود الأحفوري، في حين يرتفع الطلب على الطاقة في البلاد.
وتتوقع سنغافورة توليد 6 غيغاواط من كهرباء المصادر المتجددة بحلول 2035، وهي تمثّل ثُلث الاحتياجات، رغم أنها ثاني أصغر دول آسيا، ما يحدّ من قدرات الطاقة المتجددة، خاصة أن مزارع الرياح ومحطات الطاقة الشمسية تتطلب مساحات واسعة من الأراضي.
غير أن الطاقة الشمسية في سنغافورة على أسطح المنازل والمباني الإدارية والشركات قد تكون الرهان الرابح لتحقيق هذا الهدف، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
رهان الطاقة الشمسية في سنغافورة على الأسطح
تغطي محطات الكهرباء العاملة بالغاز نحو 95% من احتياجات سنغافورة من الكهرباء، وكشفت بيانات رسمية حديثة أنه خلال أول 5 أشهر من 2025، حتى مايو/أيار، استوردت سنغافورة 122.7 مليون كيلوواط/ساعة من الطاقة النظيفة، تمثّل 0.52% من إجمالي معدل التوليد لديها.
ولم تستورد أيّ كمية من الطاقة المتجددة في المدة ذاتها من العام الماضي (2024)، وأظهرت البيانات أن سنغافورة بدأت استيراد كميات محدودة من الكهرباء في الربع الأخير من 2024.
وارتفعت الكهرباء المتجددة المستوردة بمزيج الطاقة في سنغافورة للشهر الثالث على التوالي حتى شهر مايو/أيار الماضي، وهو ما حلَّ مكان جزء من الكهرباء المولدة من محطات الغاز.
ولدى سنغافورة اتفاقيتا شراء كهرباء من الخارج، الأولى "تايلند-ماليزيا-سنغافورة"، تستورد بموجبها 200 ميغاواط، والثانية بـ 50 ميغاواط مع ماليزيا. ونما معدل توليد الكهرباء في سنغافورة بنسبة 0.4%، خلال أول 5 أشهر من 2025.
والرهان الأكبر الآن على الطاقة الشمسية في سنغافورة على أسطح المباني والمياه. وفي 2021 كشفت سنغافورة عن إكمال تنفيذ واحدة من أكبر مزارع الألواح الشمسية العائمة في العالم، تمتد على مساحة تعادل 45 ملعب كرة قدم، وتنتج ما يكفي من الكهرباء لتشغيل محطات معالجة المياه الـ5 في البلاد.
2064 ساعة من الشمس الساطعة
في 2014، كشفت الحكومة مشروع الطاقة الشمسية في سنغافورة "سولار نوفا"، الذي يستهدف تعويض مساحات الأراضي المحدودة بنشر ألواح الطاقة الكهروضوئية على الأسطح.
ويستهدف مشروع الطاقة الشمسية في سنغافورة تعزيز معدلات توليد الطاقة النظيفة، وتزويد الشبكة القومية بها. وكانت وزارة العلوم قد أشارت إلى أن البلاد تمتلك 2064 ساعة من الشمس الساطعة سنويًا، أي ما يعادل 86 يومًا، و5.39 ساعة يوميًا.
والمشروع يحفّز نشر محطات الطاقة الشمسية في سنغافورة على الأسطح في المنازل والمباني التجارية، كما يدعم سولار نوفا البحوث والتطوير، ويتعاون مع مؤسسات مثل "سولار إنرجي ريسيرش إنستيتيوت أوف سنغافورة"؛ لضمان خفض التكلفة ورفع كفاءة أنظمة الطاقة.
وكانت شركة "إي دي بي آر" البرتغالية قد شاركت في المشروع بعد الاستحواذ على الشركة المحلية "صنسيب". وفي فبراير/شباط 2024، بدأت الشركة البرتغالية تنفيذ المرحلة الثامنة من مشروع سولار نوفا.
وتستهدف هذه المرحلة توليد 200 ميغاواط من الطاقة الشمسية، من خلال تركيب الألواح على 1075 من أسطح المباني العامة، و101 من المباني الحكومة، شاملة المدارس، ويستمر تنفيذ هذه المرحلة حتى 2027.
ويسهم مشروع سولار نوفا -الذي يزوّد الشبكة الوطنية بالكهرباء مباشرة- في خفض واردات الغاز، ويعزز من أمن الطاقة في البلاد، كما يساعد على توليد 1.5 غيغاواط خلال 2025، تزيد إلى 2 غيغاواط في 2030.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
