تقترب شركة شهيرة من بيع حصتها في إحدى أهم الشركات العالمية لتصنيع الرقائق الإلكترونية، ضمن خطة واسعة لإعادة الهيكلة.
وجاء في آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أن الشركة -وهي "إس كيه غروب" الكورية الجنوبية (SK Group)- تدرس بيع أسهمها في "إس كيه سيلترون" (SK Siltron) لإنتاج الرقائق الإلكترونية بعد تسجيل أداء مالي مُحبط.
وقُدّرت قيمة شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية بمبلغ يلامس 5 تريليونات وون كوري جنوبي، بما يعادل نحو 3.85 مليار دولار أميركي.
وتمتلك "إس كيه غروب" حصة بنسبة 51% من الشركة، و49% لشركات ذات أغراض خاصة أسّستها "إن إتش إنفستمنت آند سكيورتيز" (NH Investment & Securities)، و"كوريا إنفستمنت آند سكيورتيز" (Korea Investment & Securities)، و"سامسونغ سكيورتيز" (Samsung Securities).
لكن "إس كيه غروب" تمتلك -أيضًا- حصة 19.6% إضافية من الأسهم من خلال عقود مبادلة إجمالي العائد المبرمة مع الشركات الثلاث في صفقة بقيمة 169.1 مليار وون.
*(وون كوري جنوبي يعادل 0.00070 دولارًا أميركيًا)
صفقة بيع شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية
كشف مسؤولون مطلعون على الصفقة، عن أن شركة إس كيه تُجري مفاوضات مع صناديق الأسهم الخاصة المختلفة بشأن البيع المحتمل لحصتها في ذراعها لتصنيع الرقائق الإلكترونية منذ أواخر العام الماضي (2024).
ويبلغ حجم الأسهم قيد النظر 70.6% من ملكية الشركة، وهو ما سيُدر على الشركة الأم مليارات الدولارات.
وعلى نحو خاص، برزت شركة "هان آند كومباني" الكورية الجنوبية (Hahn & Company) بوصفها مشتريًا محتملًا للحصة، لكن المحادثات ما زالت في مراحلها الأولية، ولم يتخذ الطرفان قرارًا بشأن حجم الحصة المبيعة أو هوية المشترين المحتملين.

وفي إفادة للبورصة، أوضحت شركة "إس كيه" أنها تستعرض مجموعة من الخيارات الإستراتيجية، لكنها لم تتخذ قرارات محدّدة في هذه المرحلة.
وإذا تمّت فستكون تلك ثاني صفقة بين "إس كيه" و"هان آند كومباني" في هذا العام، بعدما استحوذت الأخيرة على 85% من حصة ملكية الأولى في شركة "إس كيه سبشياليتي" (SK Specialty) المتخصصة في إنتاج الغازات المستعملة في تصنيع الرقائق الإلكترونية في صفقة مقابل 2.6 تريليون وون.
ويرجع تاريخ الصفقات بين الشركتَيْن إلى عام 2018، عندما استحوذت "هان" على شركة سيارات مستعملة تابعة لـ"إس كيه" مقابل 220 مليار وون.
وفي العام نفسه، استثمرت في شركتي "إس كيه دي آند دي" (SK D&D) و"إس كيه شيبينغ" (SK Shipping).
كما شهدت عمليات الاستحواذ على قسم الطاقة الحيوية في شركة "إس كيه كيميكالز" (SK Chemicals)، ومشروع السيراميك التابع لشركة "إس كيه إنبولس" (SK Enpulse).
معلومات عن شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية
استحوذت مجموعة "إس كيه" على شركة تصنيع الرقائق الإلكترونية "إس كيه سيلترون" في عام 2017 من مواطنتها شركة "إل جي" في صفقة بقيمة 620 مليار وون.
و"إس كيه سيلترون" هي الوحيدة في كوريا الجنوبية المتخصصة في تصنيع الرقائق الإلكترونية، وتُنتج بصورة رئيسة رقائق السيليكون، ورقائق كربيد السيليكون، اللازمين للأداء العالي للرقائق الإلكترونية.
كما تحتل المركز الثالث عالميًا من حيث الحصة السوقية لسوق الرقائق قُطر 12 بوصة، بعد شركتي "سومكو" (Sumko) و"شينتسو" (Shinetsu) اليابانيتين، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة.

وسجلت مبيعات الشركة في العام الماضي نحو 2.12 تريليون وون (1.64 مليار دولار) من 933.1 مليار وون فقط في عام 2017.
كما وصلت الأرباح التشغيلية في 2024 إلى 315.5 مليار وون (242.7 مليون دولار أميركي).
وارتفع حجم الأرباح قبل اقتطاع الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين من 240.9 مليار وون في 2017 إلى 649 مليار وون في 2024.
لكن تزايد الاعتماد على شركة "إس كيه هاينكس" المتخصصة في الرقائق الإلكترونية أيضًا، ليقفز حجم الصفقات من 19.8% في عام 2022 إلى 21.9% في 2024.
ورغم أنه يشير إلى توطد الشراكة بين الطرفَيْن، فإن ذلك يزيد مخاطر التركيز التي قد "تخنق" المرونة التنافسية.
استثمارات الهيدروجين
بدأت مجموعة إس كيه الكورية الجنوبية إجراءات إعادة الهيكلة منذ العام الماضي، لتحسين محفظة أعمالها.
وفي المقابل، تسعى إلى التركيز على الصحة المالية (القدرة على إدارة الأموال لتحقيق التوازن بين الدخل والاحتياجات المالية لضمان الاستقرار) والنمو الإستراتيجي طويل الأمد. كما تستهدف الشركة تقليل الديون ودعم التدفق النقدي.
وسجلت المجموعة صافي خسائر بقيمة 745.9 مليار وون (576 مليون دولار)، كما بلغ حجم الخسائر الناتجة عن اضمحلال القيمة في شركاتها التابعة إلى 1.9 تريليون وون، بما يعادل 1.46 مليار دولار.
وعلى نحو خاص، تزايدت المشكلات المحيطة بقطاع الهيدروجين في الشركة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو استثمار 1.6 مليار دولار في شركة بلغ باور الأميركية (Plug Power) ثم هبوط رأس مالها السوقي إلى 1.1 مليار دولار.
كما استثمرت 518.5 مليار وون (398 مليار دولار) في شركة تقنيات المناخ الأميركية "8 ريفرز" (8 Rivers)، ثم انخفاض رأس مالها السوقي إلى 150 مليار وون.
وفي حالة الهيدروجين، يرتبط الارتفاع المتوقع على تبني السيارات الكهربائية، وهو ما لم يتحقق بقوة.
ولذلك وفي ضوء تقلبات السوق الناشئة، ثمة تراجع مدروس من قِبل "إس كيه" عن القطاعات التي توقف فيها الزخم.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: