تحذيرات من انهيار صحي كامل في غزة.. آلاف المرضى مهددون بالموت ونقص الدواء يدخل شهره الخامس

حذرت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة من انهيار شبه تام في النظام الصحي، مع دخول أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية شهرها الخامس على التوالي، وسط استمرار العدوان الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات.

وقال الدكتور سامي أبو نعيم، الناطق باسم لجنة الطوارئ الطبية بغزة، إن الواقع الصحي في القطاع وصل إلى مرحلة كارثية وغير مسبوقة، نتيجة الاستهداف المباشر للمدنيين، وتعمد تعطيل منظومة الرعاية الصحية ومنع الإمدادات، موضحا أن المستشفيات في غزة باتت تعمل فوق طاقتها بعشرات المرات، في ظل غياب الأدوية الأساسية، ونقص حاد في المستلزمات المنقذة للحياة.

وأضاف أبو نعيم، أن الفرق الطبية تستقبل يومياً مئات المصابين، وتضطر أحيانا لمعالجتهم على الأرض في ظل انعدام الأسرّة، مشيرا إلى أن أكثر من 300 ألف مريض، بينهم مرضى سرطان وغسيل كلوي، يواجهون خطر الموت الفوري بسبب توقف العلاجات وانعدام الدواء.

وتابع أن الوضع لا يقتصر على المصابين فحسب، بل يشمل أيضاً تفشي سوء التغذية في أوساط الأطفال، بسبب الحصار الشديد وإغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الغذائية، مشيرا إلى أن الأسواق باتت خالية من اللحوم والخضروات والفواكه، ما أدى إلى تدهور صحي واسع النطاق.

وكشف أبو نعيم أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة مهددون بالموت بسبب سوء التغذية الحاد، لافتاً إلى أن عدد الضحايا من الأطفال الذين استشهدوا جراء نقص الغذاء والعلاج وصل إلى 66 طفلاً حتى يوم أمس.

واستنكر المتحدث ما وصفه بـ"الصمت الدولي الفاضح"، متسائلاً عن موقف المنظمات الإنسانية والجهات الأممية التي تراقب ما يحدث دون تدخل فاعل، بينما تُمارس سياسة "التجويع الممنهج" بحق سكان غزة، وتُنصب الكمائن للمدنيين في أماكن توزيع المساعدات، ما يسفر يومياً عن عشرات الشهداء والمصابين.

واختتم بالقول: "ما يحدث ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة متكاملة الأركان تتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لوقف المجازر وإنقاذ ما تبقى من أرواح في غزة".