أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر تُعد من أعظم القصص القرآنية التي تكشف الفارق بين الشرع والقدر، وتُعلِّم الإنسان التواضع أمام علم الله، حتى لو كان نبيًّا مرسلًا.
وخلال حديثه في برنامج "اعرف نبيك" المذاع على قناة الناس، قال الدكتور جبر إن هناك خلافًا بين العلماء حول شخصية الخضر: هل هو نبي أم ولي؟، والراجح – بحسب جمهور العلماء – أنه نبي، مستشهدًا بقول الخضر في ختام القصة: "وما فعلته عن أمري"، أي أن أفعاله بوحيٍ من الله، لا اجتهاد شخصي أو إلهام فقط.
وأكد الدكتور جبر أن الحكمة من تعلم موسى من الخضر، رغم كونه نبيًّا، تكمن في أن سيدنا موسى كان يمثل "الشريعة"، بينما كان الخضر يمثل "القدر"، وهما مجالان لا يتعارضان، لكن يبدوان كذلك أمام الإنسان إذا نظر بعين واحدة.
وأضاف: "الشرع يُأمر بحفظ النفس، وصيانة المال، وتحقيق العدل، وهذا ما التزمه موسى، لكنه تعجب من أفعال الخضر لأنها – ظاهرًا – تخالف الشريعة؛ كخرق السفينة وقتل الغلام، وبناء الجدار لقوم لئام. لكن حين كشف له الخضر الحكمة القدرية الخفية وراء هذه الأفعال، أدرك أن هناك بعدًا إلهيًا لا يُدرك بالعقل المجرد".
وأشار إلى أن الشرع يعلّمنا كيف نتصرف، والقدر يعلّمنا كيف نسلِّم، وضرب مثالًا بقوله: "الله أمر المنافقين بالخروج إلى غزوة تبوك شرعًا، ثم قدّر ألا يخرجوا. فهناك فرق بين الأمر الشرعي والواقع القدري، والاثنان من عند الله، لكن لحكمة قد لا نُدركها في حينها".
واختتم الدكتور جبر حديثه بالتأكيد على أن قصة موسى والخضر تُعلّم الإنسان ألا يغتر بعلمه، ولا يظن أنه أحاط بالحكمة كلها، فهناك دومًا علم لا يُدرَك إلا بالتسليم لله، والرضا بما يقضي ويقدّر، ولو بدا الأمر غريبًا أو غير مفهوم في الظاهر.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.