في أعماق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في حقل "ظهر" العملاق، تستمر شركة "إيني" الإيطالية في كتابة فصل جديد من قصة الاكتفاء الذاتي المصري من الغاز، حيث كشفت مصادر مطلعة بوزارة البترول والثروة المعدنية عن تطورات حيوية تجري حاليًا في البئر رقم 13 بالحقل.
إيني تواصل اكتشافاتها في «ظهر».. بئر جديدة على وشك الإنتاج منتصف أغسطس
فقد بدأت "إيني" عمليات الحفر ببئر "ظهر 13" خلال الأيام الماضية، وسط تجهيزات فنية دقيقة تمهيدًا لوضع البئر على خريطة الإنتاج منتصف أغسطس المقبل، بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 55 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، بحسب تصريحات خاصة لموقع "باور برس".
إضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الشبكة القومية
وتأتي هذه الخطوة امتدادًا مباشرًا لنجاح أعمال إعادة الحفر في بئر "ظهر 6"، والتي انتهت مؤخرًا، وأسفرت عن إضافة 60 مليون قدم مكعب يوميًا إلى الشبكة القومية، وذلك بعد عودة منصة الحفر المتطورة "سايبم 10000" إلى موقع العمل في يناير الماضي، تنفيذًا لخطة التنمية المحدثة.
وبعد إنجاز مهمته في البئر السادس، يواصل الحفار "سايبم 10000" مسيرته في "ظهر 13"، على أن يغادر الموقع فور الانتهاء ليعود مجددًا منتصف 2026 لاستكمال عمليات حفر آبار أخرى، في إطار خطة توسعية تهدف لتعزيز الإنتاج المحلي وضمان استدامة الإمدادات.
شراكة استراتيجية تستخدم أحدث تقنيات الحفر في المياه العميقة
ويأتي هذا الإنجاز نتيجة التنسيق المستمر بين وزارة البترول وشركة "إيني"، التي تُعد المشغل الرئيسي للحقل، في إطار شراكة استراتيجية تستخدم أحدث تقنيات الحفر في المياه العميقة، وترتكز على تسريع عمليات التنمية والإنتاج.
الدولة، من جانبها، تدعم هذا التوجه بقوة من خلال تسهيلات وإجراءات محفزة لجذب الاستثمارات وتعظيم العائد من الثروات الطبيعية، في وقت يتزايد فيه الطلب المحلي على الغاز كمصدر رئيسي للطاقة.
إن ما يحدث في "ظهر" اليوم ليس مجرد عمليات حفر، بل هو جزء من رؤية متكاملة نحو مستقبل طاقي أكثر استقرارًا وأمانًا لمصر، تقوم على الاستغلال الأمثل للموارد، وشراكات استراتيجية متينة، وتكنولوجيا متقدمة تخدم مصالح الدولة والمواطن معًا.
تعكس هذه التطورات المتسارعة في حقل ظهر جدية الدولة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية بمجال الطاقة، وفي مقدمتها زيادة الإنتاج المحلي من الغاز وتقليل الاعتماد على الواردات.
كما تُجسد الشراكة المصرية مع شركة "إيني" نموذجًا ناجحًا للتعاون الدولي في استكشاف وإنتاج الغاز، مستندًا إلى استخدام أحدث تكنولوجيات الحفر في المياه العميقة.
ومع التوسع المخطط له في منتصف 2026، يتوقع أن يشهد الحقل طفرة جديدة في معدلات الإنتاج. وبهذا، تمضي وزارة البترول قدمًا في تنفيذ خططها التنموية، بما يضمن أمن الطاقة، ويخدم الاقتصاد الوطني، ويُلبي احتياجات المواطنين من موارد الطاقة النظيفة والمستدامة.