أسعار الليثيوم تواصل الانخفاض رغم ارتفاع الطلب.. ما السبب؟ (تقرير)

تواصل أسعار الليثيوم الانخفاض رغم ارتفاع الطلب عليه، وهو الأمر الذي يراه عدد من المحللين "مفارقة" تربك السوق.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، صرّح أكبر منتجي الليثيوم في العالم خلال مؤتمر صناعي كبير هذا الأسبوع بأن الانخفاض المستمر في الأسعار حتى مع استمرار ارتفاع الطلب على الليثيوم، يُمثّل "مفارقة" مُحبطة من غير المُرجّح حلها قبل عام 2030 على الأقل.

ويأتي انخفاض أسعار الليثيوم بسبب فائض المعروض، وبعد أن كان الليثيوم معدنًا مُتخصصًا يُستعمل بصفة رئيسة في الشحوم والسيراميك والأدوية، شهد استعمال الليثيوم في السيارات الكهربائية وتخزين البطاريات على نطاق واسع وغيرها من التطبيقات الإلكترونية نموًا سريعًا.

وارتفع الطلب عليه بنسبة 24% العام الماضي، ومن المُرجّح أن ينمو بنسبة 12% سنويًا خلال العقد المُقبل، وفقًا لبيانات شركة الاستشارات "فاست ماركتس" (Fastmarkets).

فائض معروض الليثيوم من الصين

أدّى فائض معروض الليثيوم من الصين إلى انخفاض الأسعار بأكثر من 90% خلال العامَيْن الماضيَيْن؛ ما تسبّب بتسريح العمال وعمليات استحواذ الشركات وتأخير المشروعات في جميع أنحاء العالم.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تعدين الليثيوم الأسترالية "بيلبارا مينيرالز"، ديل هندرسون، خلال مؤتمر "فاست ماركتس" لمواد الليثيوم والبطاريات الخام في لاس فيغاس: "نواجه صعوبات في السوق، ولكن على الجانب الآخر، هناك مكسب إستراتيجي، وهذه هي مفارقة الليثيوم".

وقال إن مؤتمر العام الماضي عكس حالة من الإنكار، في حين سيسود عام 2025 شعور بالقبول.

ورغم انخفاض أسعار الليثيوم، انخفض عدد الحضور في المؤتمر -الذي يُعد أكبر تجمع سنوي في العالم لمستثمري الليثيوم والمديرين التنفيذيين والمستهلكين- بنسبة 9% فقط عن العام الماضي ليصل إلى نحو 1000 مشارك، وفقًا للمنظمين.

وقال رئيس قسم أبحاث المواد الخام للبطاريات لدى شركة فاست ماركتس، بول لاستي: "من الصعب جدًا تخيّل مستقبل لا يؤدي فيه الليثيوم دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي".

وأضاف أن شركات التعدين الصينية خزّنت كميات من الليثيوم، ومن المرجح أن تنخفض لاحقًا هذا العقد، ما يُخفف من اختلال توازن السوق.

الطلب وتأثيره في أسعار الليثيوم

لا تتوقع شركة "بروجكت بلو" (Project Blue)، وهي شركة استشارية في مجال المعادن، أن يتجاوز الطلب على الليثيوم العرض حتى عام 2033 على أقرب تقدير.

وقال رئيس قسم التسعير لدى شركة ألبمارل (Albemarle)، أكبر شركة منتجة لليثيوم في العالم، التي خفّضت عدد موظفيها وأجّلت مشروعات التوسع استجابةً لانخفاض الأسعار، بيتر هانا: "الليثيوم ليس في حالة ركود، إنه في الواقع أكثر تقلبًا من العديد من الأسواق الأخرى".

وركزت معظم الأحاديث الجانبية خلال المؤتمر على الجهود المبذولة لكبح الإنفاق، إذ روّجت مشروعات الليثيوم المختلفة -خصوصًا مشروعات استخلاص الليثيوم المباشر (DLE)- لجهود خفض التكاليف.

وقال الخبير الإستراتيجي في السلع الأساسية لدى بنك الاستثمار في التعدين "ريد كلاود سيكيوريتيز" (Red Cloud Securities)، كين هوفمان: "تكمن مشكلة الليثيوم في تحديد المناجم القادرة على إنتاج أعلى جودة بأقل تكلفة".

من ناحيتها، كشفت شركة "إنرجي إكس" (EnergyX)، وهي شركة تطوير "استخلاص الليثيوم المباشر" مدعومة من جنرال موتورز، عن دراسة تُظهر قدرتها على إنتاج هذا المعدن في شمال تشيلي بتكاليف تشغيل أقل من 3 آلاف دولار للطن المتري. هذه التقديرات أولية، لكنها تُبرز سعي الصناعة إلى تقليل الإنفاق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إي 3 ليثيوم" (E3 Lithium)، التي تُطور مشروع "استخلاص الليثيوم المباشر" في مقاطعة ألبرتا الكندية، كريس دورنبوس: "الابتكار هو الحل لبناء سلسلة توريد بطاريات مرنة".

وما زاد من توتر السوق أن شركة "إس كيو إم" (SQM)، ثاني أكبر منتج لليثيوم في العالم، سرّحت 5% من قوتها العاملة هذا الأسبوع.

وصرّح نائب الرئيس التجاري لقسم الليثيوم الدولي لدى شركة "إس كيو إم"، أندريس فونتاناز، خلال المؤتمر: "هناك عوامل أخرى تؤثر في سلوك المشاركين في السوق، إلى جانب العوامل الاقتصادية البحتة"، في إشارة إلى أن السيارات الكهربائية أصبحت هدفًا سياسيًا في بعض الدول.

ويزداد التوتر حدةً بالنسبة إلى مشروعات الليثيوم قيد الإنشاء، التي تأمل الشركة في ارتفاع أسعارها مع افتتاحها.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة ليثيوم أميركاز (Lithium Americas)، التي تُنشئ أكبر منجم لليثيوم في أميركا الشمالية في نيفادا، جون إيفانز: "هذه صناعة صعبة للغاية، وتمرّ بأوقات من النشوة تليها فترات من الألم والمعاناة، وهو ما نشهده حاليًا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

"صناعة الليثيوم تشكو من "مفارقة" انخفاض الأسعار وارتفاع الطلب"، من وكالة رويترز.