أكد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق أن إيران تعاملت بذكاء مع التصعيد العسكري الأخير، وتمكنت من اتخاذ تدابير احترازية سبقت الضربة الإسرائيلية التي استهدفت منشآتها النووية، مرجحا أنها نقلت الكميات الأهم من اليورانيوم عالي التخصيب قبل تنفيذ الهجوم.
وقال أبو شادي في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "إيران دولة ذكية، قرأت المؤشرات السياسية والتقنية جيدًا"، التقرير الذي قدمه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 31 مايو الماضي إلى مجلس المحافظين، والذي حمل تغييرا كبيرا في النبرة ولهجة إدانة غير معتادة لإيران بهدف تهيئة القرار بإدانتها وتحويل الملف النووي إلى مجلس الأمن".
وأضاف أن "إسرائيل استغلت هذا القرار كذريعة فورية لتنفيذ ضرباتها الجوية وإيران كانت تدرك هذا السيناريو مسبقا، ولا يمكن أن تكون بهذه السذاجة بحيث تترك منشآتها النووية عرضة للتدمير الكامل، دون اتخاذ خطوات استباقية".
وتابع: "إيران تمتلك قدرات تقنية وعسكرية متقدمة، جعلتها قادرة على تصنيع تكنولوجيا نووية وصواريخ عالية الكفاءة، ومن الغباء الظن بأنها لم تنقل مخزونها الأهم من اليورانيوم عالي التخصيب".
وواصل: "ما يقرب من 500 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قد تم نقله قبل الضربة، خصوصا أن عملية النقل ليست معقدة كما يتصور"، وهذا النوع من اليورانيوم يخزن في أنابيب تزن أقل من 50 كيلوغراما، وبالتالي يمكن نقله عبر شاحنة واحدة فقط".
وتابع: "الغرور الأمريكي الذي يصور لصناع القرار في واشنطن أنهم قادرون على رصد كل ما يحدث بدقة تامة من خلال الأقمار الصناعية، هل تعتقد أنهم يعلمون بدقة ما يجري تحت الأرض؟ هذا وهم استخباراتي متكرر".
وأشار إلى أنه بينما تمكنت إيران من تأمين مخزونها الأخطر، إلا أن ما تبقى من 10 أطنان من اليورانيوم المخصب بنسب بين 2% و20%، قد يكون تعرض جزئيا للتدمير، نظرا لاحتياجه إلى أسطوانات ثقيلة تبلغ ثلاثة أطنان للواحدة، يصعب نقلها بسرعة.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الضربات الإسرائيلية استهدفت بشكل رئيسي المنشآت العلوية، خصوصا في موقعي نطنز وأصفهان، مؤكدا أن أصفهان كان أكثر المواقع تضررا، بينما أبدى شكوكًا قوية في أن الجزء السفلي من المنشآت خصوصا في فوردو قد تعرض للتدمير الكامل رغم استخدام القنابل العميقة، مرجحا أن بعض الوحدات لا تزال سليمة.