الأسواق الأمريكية تقترب من قمم تاريخية بفضل الذكاء الاصطناعي وتهدئة تجارية مؤقتة

مؤشرات الأسهم الأمريكية

في مشهد لم يكن متوقعاً قبل أسابيع، تقترب الأسواق الأمريكية، الجمعة 27 يونيو/حزيران، من تسجيل مستويات قياسية جديدة، مدفوعة بانتعاش في أسهم التكنولوجيا وتهدئة مؤقتة في التوترات التجارية العالمية.

فقد افتتح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تداولات الجمعة على ارتفاع بنسبة 0.28%، متجاوزاً ذروته السابقة للمرة الأولى منذ 19 فبراير، بينما واصل مؤشر ناسداك المركب صعوده بنسبة 0.36%، بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي، والتي عززت أسهم شركات مثل "إنفيديا". كما صعد ناسداك 100 إلى مستوى قياسي في وقت سابق من الأسبوع.

أما مؤشر داو جونز، فقد ارتفع بنحو 182 نقطة (0.42%)، لكنه لا يزال بحاجة إلى نحو 1600 نقطة إضافية لبلوغ قمته التاريخية، وسط ضغوط من أداء شركات مثل "يونايتد هيلث" و"أبل" و"نايكي".

من الفزع إلى الانتعاش خلال 80 يوماً

بدأت رحلة التعافي في أبريل، بعدما دفعت موجة من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب الأسواق إلى حافة "سوق هابطة". لكن الإعلان عن تعليق الرسوم المتبادلة لمدة 90 يوماً، ثم التوصل إلى اتفاقات أولية مع الصين وبريطانيا، غيّر المسار. واعتُبر إعلان الصين، الجمعة، عن إعادة فتح سوق المعادن الأرضية النادرة أمام واشنطن بمثابة انفراجة جديدة عززت التفاؤل.

التكنولوجيا تقود الزخم

تركزت مكاسب الأسواق في قطاع التكنولوجيا، مع طفرة الذكاء الاصطناعي وارتفاع مبيعات الرقاقات، إضافة إلى آمال بتحفيز نقدي من الاحتياطي الفيدرالي. كما تدعمت السوق بتحركات الجمهوريين لكبح القيود التنظيمية على الصناعات الرقمية.

مخاطر في الأفق

رغم المكاسب، لا تزال تحديات عديدة تهدد استدامة هذا الصعود:

اقتراب انتهاء تعليق الرسوم الجمركية في 9 يوليو قد يعيد التصعيد التجاري مع الصين.

فشل الكونغرس في رفع سقف الدين قد يعيد شبح التخلف عن السداد.

توتر إقليمي في الشرق الأوسط رغم الهدنة بين إسرائيل وإيران.

استمرار ارتفاع الرسوم الجمركية يهدد بعودة التضخم.

تقييمات مرتفعة للأسهم، إذ بلغ مضاعف السعر إلى الأرباح في S&P 500 أكثر من 23، وهي نسبة مرتفعة تاريخياً.

انتعاش... لكن إلى متى؟

قد تحتفل الأسواق بإغلاقها اليوم عند مستويات قياسية، لكن بقاء هذه المكاسب مرهون بقدرة الاقتصاد والسياسة الأميركية على تفادي الألغام المنتشرة في طريق النمو.