أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، أن الدولة المصرية حققت نقلة نوعية غير مسبوقة في مجال الطاقة خلال السنوات الثماني الماضية، انتقلت خلالها من الاعتماد شبه الكامل على الوقود الأحفوري إلى بناء مزيج طاقة متنوع يرتكز على مصادر متعددة، أبرزها الطاقة المتجددة.
وأوضح القليوبي، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "النيل للأخبار": "مصر كانت حتى عام 2017 تعتمد بنسبة 97% على الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة، مقابل 0.5% فقط من الطاقة المتجددة و2.5% من الطاقة الكهرومائية، وهو ما شكل اختزال خطير في معادلة الطاقة القومية".
وتابع: " القيادة السياسية أدركت خطورة هذا الوضع، وأطلقت خطة إصلاح شاملة، تمثلت في استثمارات ضخمة تخطت 2.7 تريليون جنيه لتطوير البنية التحتية لقطاع الكهرباء والطاقة وتم تنفيذ عملية صيانة شاملة للشبكة القومية القديمة، وإنشاء شبكة جديدة تمتد من أسوان إلى الإسكندرية، ومن شمال سيناء إلى مرسى مطروح، وتعمل بقدرات كهربائية من 250 إلى 500 كيلوفولت، مع إضافة أكثر من 17 نقطة تحكم وتحويل لدعم التحكم الذكي في الشبكة وتوزيع الأحمال بكفاءة".
وواصل: "هذه الجهود أسفرت عن رفع قدرة الشبكة القومية للكهرباء إلى ما يزيد على 59 ألف ميجاواط، من خلال محطات كهرباء تعمل بالوقود التقليدي والطاقة المتجددة (الشمس والرياح)، فضلًا عن دخول الجيل الثالث من محطات الدورة المركبة إلى الخدمة، مثل محطات العاصمة الإدارية والبرلس والكريمات، والتي توفر نحو 40% من استهلاك الغاز الطبيعي وتنتج كل منها حوالي 4800 ميجاواط".
وأوضح: "هذه المحطات الثلاث تمثل وحدها أكثر من ثلث القدرة الإنتاجية للكهرباء في مصر، مما يعكس حجم الإنجاز المحقق على الأرض، ويؤكد تطور قدرات المهندسين المصريين في تصميم وتشغيل محطات توليد الكهرباء".
وتطرق القليوبي إلى أهمية مشروعات الربط الكهربائي، مشيرا إلى أن مصر أنجزت المرحلة الأولى من مشروع الربط مع السعودية بقدرة 1500 ميغاواط، وجار الانتهاء من المرحلة الثانية بنسبة إنجاز بلغت 77%، مع توقعات ببدء التشغيل التجريبي للمرحلة الثالثة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
كما كشف عن بدء تنفيذ مشروع الكابل البحري لربط مصر بالقارة الأوروبية عبر اليونان، بقدرة 3000 ميجاواط، ما يتيح تصدير الطاقة المنتجة من مصادر متجددة داخل مصر إلى أوروبا.