أخبار عاجلة
ترامب يستبعد وجود مواقع نووية سرية في إيران -

المنتصرون الحقيقيون.. التداعيات الاستراتيجية للحرب الإسرائيلية الإيرانية

المنتصرون الحقيقيون.. التداعيات الاستراتيجية للحرب الإسرائيلية الإيرانية
المنتصرون الحقيقيون.. التداعيات الاستراتيجية للحرب الإسرائيلية الإيرانية

تبنى موقع "أنتي وور" الأمريكي المساند لمبدأ عدم التدخل العسكري والمناهض للإمبريالية والحروب، نظرة مختلفة لنتائج الحرب التي دارت مؤخرًا بين إيران وإسرائيل، معتبرًا الإيرانيين هم المنتصرون الحقيقيون.

في 24 يونيو 2025، أوقفت هدنة هشة حربًا مفتوحة استمرت قرابة أسبوعين بين إسرائيل وإيران، اندلعت شرارتها بهجوم إسرائيلي مفاجئ في 13 يونيو، استهدف المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية.

وبدورها، ردت إيران بسرعة، مطلقة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة اخترقت الأراضي الإسرائيلية، فانطلق دوي صفارات الإنذار في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، وتسببت الصواريخ الإيرانية في دمار غير مسبوق. وتصاعد الصراع ليجر الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران، تمثلت في عملية "مطرقة منتصف الليل" التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية. لكن هذه الحرب لم تكن مجرد صدام عسكري؛ بل كانت بوتقة كشفت عن نتائج غير متوقعة، وأظهرت صمود إيران وأعادت تشكيل ديناميكيات المنطقة.

راهنت إسرائيل، بقيادة رئيس وزراء حكومتها اليمينية المتطرفة بنيامين نتنياهو، على إضعاف الطموحات النووية الإيرانية وجر الولايات المتحدة إلى أجندتها الإقليمية. ورغم تحقيق مكاسب سياسية مؤقتة من خلال ضمان الدعم العسكري الأمريكي، إلا أن الأهداف الإستراتيجية الأوسع لإسرائيل تعثرت. 

ظل حلم تغيير النظام في طهران بعيد المنال، حيث خرجت إيران ليس فقط صامدة، بل أقوى من ذي قبل. وهجماتها المنضبطة التي استهدفت مدنًا إسرائيلية وقاعدة عسكرية أمريكية في قطر، أسست معادلة ردع جديدة، وأثبتت قدرة إيران على إبراز قوتها بشكل مستقل، دون الاعتماد على حلفاء إقليميين مثل حزب الله أو أنصار الله.

وذهب الموقع الأمريكي إلى ما هو أبعد من ذلك؛ فأضاف أن أبرز ما خلّفته هذه الحرب لم يكن محسوبًا بعدد الصواريخ أو الخسائر، بل في وحدة الشعب الإيراني وتضامن العالم العربي والإسلامي معه، وهو مكسب أشار إليه وزير خارجيتها عباس عراقجي، ولم ينتبه إليه إلا قليلون، فما فعلته إسرائيل على مدار عقود، تم تشتيته وتبديده في 12 يومأ، وعلى مدار سنوات متتالية، سعت إسرائيل وحلفاؤها إلى عزل إيران وتصويرها كمنبوذة، لكن الحرب أظهرت عكس ذلك.

ومن بغداد إلى بيروت، وحتى في عواصم حذرة سياسيًا مثل عمّان والقاهرة، ارتفع الدعم لإيران، شعبيًا ولسيادتها وسلامة أراضيها رسميًا، أما داخل إيران، فقد محت الحرب، ولو مؤقتًا، الانقسامات بين الإصلاحيين والمحافظين، حيث تجمع الإيرانيون حول الدفاع عن وطنهم بكرامة وفخر يعكسان إرث إحدى أقدم الحضارات في العالم.

على صعيد البرنامج النووي، قد يعتمد مصير هذه الحرب على الخطوات الإيرانية القادمة. إذا انسحبت طهران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولو بشكل مؤقت، وأظهرت استمرارية برنامجها النووي، فقد تُبطل أي "إنجازات" إسرائيلية مزعومة. لكن إذا لم تتبع إيران هذا التصعيد العسكري بإعادة تموضع سياسي جريء، قد يدعي نتنياهو، زورًا أو صدقًا، أنه نجح في وقف طموحات إيران النووية. المخاطر في أوجها.

ورغم محاولات بعض وسائل الإعلام تصوير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كمن "أمر" نتنياهو بوقف الهجمات، فإن هذا السرد ليس سوى مسرحية سياسية. منشور ترامب على منصة "تروث"، "أعيدوا طياريكم إلى الوطن"، لم يكن دعوة للسلام، بل خطوة محسوبة لاستعادة المصداقية بعد تورطه بشكل كامل في الحرب الإسرائيلية وتنفيذه ما أرادته تل أبيب، ووقوعه حرفيًا في فخ نتنياهو. وفي الحقيقة، كانت هذه حربًا أمريكية - إسرائيلية مشتركة، مخططًا لها ونُفذت تحت ذريعة الدفاع عن المصالح الغربية، تمهيدًا لتدخلات أعمق.

وسط كل هذه الحسابات العسكرية والمسرحيات الجيوسياسية، يبرز الشعب الإيراني كالفائز الحقيقي. في لحظة الحقيقة، وقف موحدًا، مدركًا أن مقاومة العدوان الخارجي أهم من الخلافات الداخلية. لقد أثبت الإيرانيون، بصمودهم وفخرهم، أن الشعوب ليست هامشية في التاريخ، بل صانعته. 

واعتبر الموقع الأمريكي الرسالة من طهران واضحة وضوح الشمس: نحن هنا، نفخر بأنفسنا، ولن نُكسر. هذه الرسالة، التي ربما لم تتوقعها إسرائيل ولا واشنطن، قد تعيد تشكيل المنطقة لسنوات مقبلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق استثمارات بترولية جديدة بشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول
التالى إخماد حريق داخل شقة سكنية فى السيدة زينب دون إصابات.. والنيابة تباشر التحقيق