أخبار عاجلة
اسعار اللحوم اليوم الجمعة 27-6-2025 في الدقهلية -

صفوية الخميني وعسكرة الجزائر .. وجهان لمخطط واحد يعادي المغرب

صفوية الخميني وعسكرة الجزائر .. وجهان لمخطط واحد يعادي المغرب
صفوية الخميني وعسكرة الجزائر .. وجهان لمخطط واحد يعادي المغرب

قال عبد الله بوصوف، الخبير في العلوم الإنسانية، إن “قاسم النظامين الإيراني والجزائري هو تنشيط الحركات الإرهابية وتمويل أعمال الكراهية والعداء خارج حدودهما”، مضيفا أن هذا النهج “يضمن للنظامين أسباب وجودهما وبقائهما في السلطة”، مشيرا إلى أن “العسكر في الجزائر انقلبوا على الثوار الحقيقيين كما اغتال أصدقاء الخميني علي شريعتي”.

وأشار بوصوف، في مقال توصلت به هسبريس بعنوان “تاريخ علاقات النظام الجزائري بجمهورية آيات الله الخميني”، إلى أن “النظام الإيراني اعترف بجمهورية الوهم الانفصالية في فبراير 1980″، موضحا أن “الملك الراحل الحسن الثاني استصدر سنة 1982 فتوى من فقهاء المغرب بتكفير آيات الله الخميني”، موردا أن “ما خفي من صفحات التاريخ الأسود للنظامين أعظم”.

نص المقال:

هناك الكثير من الأسئلة المعلقة حول علاقة النظام العسكري الجزائري بنظام آيات الله الخميني الإيراني؛ فهذا سني وذاك شيعي صفوي، لكن قاسمهم المشترك هو “تنشيط” الحركات الإرهابية وتمويل أعمال الكراهية والعداء خارج حدودهما، وهي أجندة تضمن للنظامين معا أسباب وجودهما وبقائهما في السلطة ولو كره المعارضون من الأحزاب والنقابات ورجال الفكر والإعلام!

لكن حرب الاثني عشر يوما من شهر يونيو بين إيران وإسرائيل/أمريكا، وانصياع النظام الإيراني إلى حفظ ماء وجهه بالقبول بسلام صاغته أمريكا، جعلتنا نطرح أسئلة أخرى لها علاقة بتاريخ العلاقات الإيرانية/الجزائرية، وأين اختفت حركة مجاهدي خلق المعارضة مثلا والمقيمة بأوروبا؟ وهل مازالت ورقة مجاهدي خلق تنفع من أجل تغيير النظام الإيراني أم إن اعتناقها للعنف وتاريخها الدموي (فقط سنة 1981 سقط 17 ألف ضحية) سواء بإيران أو العراق أو أوروبا حيث أصيب الخميني نفسه في إحداها بجرح كبير في كتفه الأيمن لم يشفع لها بأن تكون بديلا تاريخيا للنظام الإيراني رغم إعلان “مريم رجوي” عن مراجعات إيديولوجية لحركة مجاهدي خلق؟

وإذا كان الخميني قد عاد على متن طائرة فرنسية لقيادة الانقلاب على نظام الشاه محمد رضى بهلوي سنة 1979، فإن التاريخ يحتفظ بشخصية “على شريعتي” كمنظر للثورة الإيرانية، حتى إنه كان ملقبا بـ “المعلم الأول للثورة”.

وعلي شريعتي هذا، وهو خريج الجامعة الفرنسية في علم الاجتماع والأديان وأسس بباريس “حركة تحرير إيران” وخلق “حسينية الإرشاد” حين عودته إلى إيران، قد أثر كثيرا في الشارع الإيراني حيث سجن أكثر من مرة في سجون الشاه قبل أن يغادرها إلى لندن ليموت/يغتال هناك في ظروف غير عادية، حيث توجهت أصابع الاتهام من جهة إلى كل من “السافاك” (أجهزة المخابرات الإيرانية) لأنه كان مزعجا لنظام الشاه، وإلى قادة الثورة الإيرانية التي مات قبلها بسنتين، أي 1977؛ إذ كان منافسا قويا على كرسي السلطة، ولأنه كان ينادي بالقطيعة مع كل تراكمات الشيعة الصفوية، فلم يسلم من تهم الزندقة وإشعال الفتنة من طرف المؤسسة الدينية هناك.

لكن ما يهمنا اليوم هو علاقة علي شريعتي بالثورة الجزائرية والتنسيق معها من خلال حركته “من أجل تحرير إيران” وبتأثره الكبير بكتاب “الإنسان المتمرد” لألبير كامو، وكتاب “المعذبون في الأرض” للطبيب النفساني فرانز فانون.

ويبدو أن العسكر في الجزائر انقلبوا على الثوار الحقيقيين وقتلوهم سنة 1962، كما انقلب أصدقاء آيات الله الخميني على معلم الثورة الأول “علي شريعتي” فاغتالوه. وبهذا، فقد قام النظامان معا على خطيئة قتل واغتيال الرفقاء، وعلى أجساد المقاومين الباحثين عن الحرية والعيش الكريم.

لهذا لا نستغرب من وساطات قامت بها الجزائر لفائدة إيران، كاتفاق الجزائر سنة 1975 لوقف الاقتتال بين صدام حسين وإيران، ثم استقبال مطار الجزائر للرهائن الأمريكيين (52 رهينة) بعد احتجاز دام 444 يوما بمقر السفارة الأمريكية بطهران، وعدد كبير من تبادل زيارات رؤساء البلدين، كان آخرها استقبال رئيس الجزائر عبد المجبد تبون يوم 8 أبريل الماضي وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي سلمه دعوة رسمية لزيارة إيران.

كما نلمس فرقا كبيرا في صياغة بيانات التنديد سواء بعد قصف إسرائيل لإيران يوم 13 يونيو، أو بعد ضرب إيران قاعدة “العديد” بقطر الشقيقة يوم 23 يونيو.

كما تبقى القضية الفلسطينية والمتاجرة في آلام الفلسطينيين هي الرياضة المفضلة المشتركة بين طهران والجزائر، وتأجيج الصراع سواء في لبنان أو سوريا حيث مازال هناك جنود جزائريون أسرى لدى مؤسسات سوريا الجديدة.

لذلك لم نتفاجأ بمساعدات النظام الإيراني لانفصاليي البوليساريو ودعمهم بالسلاح والتدريب تحت أنظار النظام العسكري الجزائري. أولا، لأن الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله استقبل الشاه محمد رضا بهلوي بعد هروبه من بطش الخميني؛ وقد جاء الاستقبال مشفوعا بأسباب إنسانية/صحية وليست إيديولوجية.

ثانيا، اعتراف النظام الملالي بجمهورية الوهم الانفصالية في فبراير 1980، وقطع المغرب على إثرها علاقاته الدبلوماسية مع إيران الخميني الذي تحرش بمؤسسة إمارة المؤمنين. حينها استصدر أمير المؤمنين الحسن الثاني سنة 1982 فتوى من فقهاء المغرب تقضي “بتكفير آيات الله الخميني”.

هذه إذن بعض صفحات التاريخ الأسود للنظامين الإيراني والجزائري وعقدة العداء للمغرب، وما خفي أعظم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسمياً.. الأهلي يعلن إصابة “إمام عاشور” بكسر في عظمة الترقوة
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية