
يومان من الشغف بالآداب والترجمات واللغات والمِخيالات نظّمهما كرسي الآداب والفنون الإفريقية التابع لأكاديمية المملكة المغربية بالرباط، في سياق الاحتفال بـ25 سنة منذ صدور أولى مؤلفات سلسلة دار النشر “غاليمار” المرموقة المعنونة بـ”قارات سمراء”.
وحضرت بالعاصمة المغربية أديبات وأدباء من مختلف أنحاء القارة الإفريقية، نشرت رواياتهم ضمن هذه السلسلة التي صارت مرجعية في التعرّف على آداب من دول متعددة من القارة الإفريقية، أو من المهجر، والعالَم الواسع مع جذور بإفريقيا، والظافرة بجوائز أدبية مرموقة في مجال تتويج الآداب الناطقة بالفرنسية، مثل “غونكور” و”رونودو” على سبيل المثال لا الحصر.
ومِمّن حضر الموعد الناشرُ ومؤسّس السلسلة الفرنسي ذو الأصول الإيطالية أول من ترجم “اسم الوردة” لأمبرتو إيكو جون نويل شيفانو، والأديبة السنغالية الإيطالية أميناتا أيدارا، والسنغالي كانغي آليم، والتشادب نمرود، والبينيني فلورون كواو زوتي، والموريسية أنادا ديفي، والمالي أوسمان ديارا، والجزائرية آسية دجولأيت، والكاميروني غاستون بول إيفا، والفرنسية آني فيريت، والغيني ليبار م.فوفانا، والتشادي ماهامات صالح هارون، والسنغالية الفرنسية سيلفي كاندي، والكونغولي إيريك موكيندي، والمارتينيكية كاييل أوكتافيا، والكونغولي بونيفاس مونغو مبوصا، والطوغولي سامي تشاك، والفرنسية من أصل مارتينيكي آن تيريي.
وكرّم اليوم الثاني من الموعد الدولي المنظّم بعنوان “من أصالة ضاربة في العمق إلى حيوية متجددة” الأديب الكيني البارز الراحل شهر ماي الماضي سنة عيشه 87 نغوغي وا ثيونغو، مع اهتمامِ متدخّلين بحاجة تكريمه بعدم البقاء “أسرى” الكتابة بلغات مثل الإنجليزية والفرنسية، واتباع تجربته التي طلّق فيها الإنجليزية لصالح كتابة الأدب بلغته الأم.
وعرف اليوم الثاني من الموعد الذي نظّمته أكاديمية المملكة المغربية ودار “غاليمار” للنشر تنظيم ورشات أكاديمية، حضرها طلبة باحثون من جامعات متعدّدة وتخصّصات متنوعة، واستمرّت ساعات تناقش فيها الباحثون والطلبة الباحثون والأدباء حول كتاباتهم، ورؤاهم وقضاياهم ولغاتهم ومعيشهم الخاص وقضايا النشر، والآداب.
واختتم اللقاء بنقاش مع الناشر جون نويل شيفانو، أداره منسق كرسي الآداب والفنون الإفريقية بأكاديمية المملكة أوجين إيبودي والأكاديمية سناء غواتي، تحدّث فيه عن تأسيس سلسلة “قارات سمراء” المستمرِّ نشر رواياتها إلى اليوم، وعلاقته بـ”كُتّابه وكاتباته” الذين يدعوهم للاتصال به حتى في نهايات الأسبوع والأعياد، وعن كتابَين لم تنشرهمها له دار نشره نفسها في سياق حديثه عن تقديرات الناشرين وتعدّدها، كما تطرّق إلى القضايا التي يؤمن بها عند الكتابة، وعلى رأسها الحرية المطلقة للكاتب، وأن الناشر لا يفرض شيئا ولا يُعمل رقابة أو ضغطا بل يرافق الأديب إلى حيثُ يريد أن يصل.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الثقافي وفق أكاديمية المملكة “حدث أدبي دولي استثنائي”؛ لكونه “يتميز بثلاثة أبعاد تمنحه طابعًا فريدًا وعابرًا للقارات؛ فهو حدث أدبي هام على مستوى القارة، يجمع بين الكُتّاب والباحثين لمساءلة المتخيل، وأنماط العلاقة بالتاريخ، والامتدادات الأدبية الإفريقية، وفتح آفاق جديدة للرؤية الشاملة، فضلا عن كونه يجسد نموذجًا ناجحًا للتعاون بين مؤسسة علمية مرموقة (أكاديمية المملكة المغربية) ودار نشر عالمية كبرى (غاليمار Gallimard)، إلى جانب كونه يندرج ضمن الرؤية الثقافية الطموحة للمغرب، الذي يؤكد مكانته كملتقى طرق فكري وفني على المستوى الإفريقي”.