أخبار عاجلة

الفيلم الرومانسي "Malainfluencia" .. تنقيط سيء ومشاهدة كثيفة

الفيلم الرومانسي "Malainfluencia" .. تنقيط سيء ومشاهدة كثيفة
الفيلم الرومانسي "Malainfluencia" .. تنقيط سيء ومشاهدة كثيفة

بعد التفوق في الرسم وكرة القدم تتقدم إسبانيا في المشهد السينمائي العالمي بخُطى ثابتة؛ ها هي تقدم فيلما خفيفا يحقق مشاهدة عالية في زمن السوداوية التي تسيطر على العالم. في هذا السياق المشحون بالأخبار السيئة صار المشاهد يبحث عما ينقذه من السوداوية التي ستخرب كبده. لقد قرأ المخرج الإسباني (Chloe Wallace في فيلمه Malainfluencia 2025) مزاج الجمهور الحالم بأن يرتقي طبقيا. تنجح الأفلام لأسباب فنية وأسلوبية، وقد تنجح جماهيريا بفضل استجابتها لانتظارات المشاهدين.

في الفيلم يقيم الشاب في مكان بئيس. يمارس الفقراء تسلية خطرة… ليس لديهم ما يخسرونه غير بؤسهم وقيودهم. بعدها ينتقل البطل من مكان سافل إلى مكان راق هنا يكتشف مراهِقة مشتعلة شوقا للحب… تظهر له فرصة ليغير وضعه المعيشي؛ هذا ما يهمه. التفاؤل مبهج.

ليس صدفة أن بطلة الفيلم لاعبة باليه محبوبة تحقق طموحها بأقل كلفة بعيدا عن سوداوية بطلة الباليه في فيلم “بلاك سوان” 2008 لدارين أرونوفسيكي.

صعد البطلان في الفيلم الإسباني الخشبة معا. الحب والفن يحذفان الفوارق بين الطبقات. هذا مشهد متفائل يُعدي المشاهدين الذين ملوا سوداوية العالم المعاصر. قوة الفيلم في حاجات الجمهور وليس في عبقرية السيناريو.

يَعرض الفيلم بنات الأغنياء في مجتمع ليبرالي افتراضي مفتوح يحتضِن هاتفا مفتوحا على الهاوية… بنات تائهات بين متع المراهقة وقلق الآباء…. مراهقات يعشن علاقات سريعة تنتهي صلاحياتها، علاقات شهوانية تشتبك فيها الشفاه بعد إنهاء المكالمة الهاتفية، علاقات عابرة تبدأ بعد أول اتصال وتموت بعد مدة استهلاك وجيزة… مثل عبلة يوغربت يدخلها البرد بعد فتحها فتضيع… هذا هي إنفلوانزا الشهوة.

جمع الفيلم جسدين فاتنين لشخصيتين من طبقتين متباعدتين، هل الحب عابر للطبقات؟ هل يحقق الحب التصالح الطبقي؟

كانت البداية صادمة:

– ما هذا؟

هكذا تسأل الشابة البرجوازية عن الشاب الفقير الواقف أمامها.

ما وليس مَنْ. شاب وجدته مسكينا، والمسكنة هي أثر الفقر على البشر. شعر الشاب بثِقل نظرة الاحتقار. شرع الفقير النكرة يحاسب نفسه؛ عليه أن يحسن سلوكه ليتغير فيخرج من الظل إلى الضوء. هذا برنامجه، هل سيتحقق؟

لدى الشاب الفقير نقطة قوة رهيبة، لكن له بسْطة في الجسم وليست له بسطة من المال أو العلم. الجسد أهم أمام الكاميرا. للشاب جسد منحوتة أيروس اليوناني…تصل المراهقة إلى منتصف قامته وهذا يفكك عظامها.

بعيدا عن الشاب تبحث الشابة عن صوره في مواقع التواصل، هكذا تُمدّد الكاميرا فرصة إدمان النظر. كتب هنري برغسون: “إن البصر والسمع يذهبان إلى أبعد من حدود الجسم” – كتاب بحث في المعطيات المباشرة في للوعي. ص 47. لقد مددت الكاميرا – زرقاء اليمامة – هذا الذهاب للاكتشاف حتى لو كان بعيدا، حلت صورة الحبيب مكان الطيف الذي شغل الشعراء القدامى.

ما الحل للرغبة المشتعلة ولشعور المراهقات بعدم الآمان في المدن الكبرى؟

شاب وسيم كادح في خدمة البرجوازية، لديه وعي حاد بالفوارق، يعي أن المساواة مطلب لا يغطي الفوارق المهولة بين نمط عيش الاثنين. فوارق يمكن لطفل ملاحظتها في المباني والثلاجات والملابس والمدارس.

لقد جلب الأب لابنته قدوة سيئة لتشفيها. هذا هو غرام الجنون الذي سمح للفيلم بالانزياح عن المعتاد. لم يجلب الأب فقيها واعظا لابنته.

هذا برنامج الأب؟ هل سيتحقق؟.

هذا حل يخالف التوقع.

يبدو أن الأب قرأ ابنته وفهمها فجاء بالحل المحرّض على إدمان النظر إلى إيروس، وهو موديل ذو جسد مثالي. صار الفرد المتفوق جسديا يصنف: موديل. صار الجسد أهم من الروح… دائما باعتماد معيار الجسد فوسامة الممثلين مطلقة. لكن الجسد المثالي ليس كافيا لصنع الممثل الحقيقي.

تحققت خطة الأب بأفضل مما توقع. كتب ابن حزم في أشهر كتاب للحب: “لا تجد اثنين يتحابان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية”، طوق الحمامة، ص 32.

تم حل المشكل بالصدفة، بصورة قديمة، دون تركيز على لحظة التحول. جاء الحل سهلا، وهذا ضعف سردي قدّم الحل بسرعة. يبدو الفيلم خفيفا بفضل تجنب التفاصيل التي تثقل الحبكة بدلا من أن تدفع بها للأمام.

في مطلع الفيلم، وبشكل عابر يظهر المسمار الذي سيشنق عليه المذنب، ومن هذا المسمار سيأتي الحل في النهاية. يموت الشرير الظالم عقابا له على جرائمه ويبقى الأخيار للاستمتاع بالحب والحياة. كتب السيناريو بتطبيق الوصفات التقليدية المجربة والناجحة، دون مغامرة إبداعية.

هذا هو الفيلم الأكثر مشاهدة على نيتفليكس عالميا في منتصف ماي 2025. ذَكر موقع السينفيليا المبجل (AlloCiné) أن الفيلم خيب آمال الذين شاهدوه. خيّب الفيلم توقعات كاتب الموقع فعمم موقفه مدعوما بالتنقيط المنخفض وليس بعدد المشاهدات العالية.

لماذا؟

لا تحظى الأفلام التي تصدر مباشرة على نتفليكس بالاهتمام النقدي، لأن النقاد يفضلون انتظار اختيارات المدراء الفنيين في المهرجانات السينمائية. لذلك يملك الفيلم الذي تم انتقاؤه في مهرجان فرصا كبيرة ليكتب عنه النقاد الجادون جدا حتى إنهم يجدون أن القصص العاطفية للمراهقين لا تستحق مقالات نقدية رصينة.

ما أبعد ذوق الجمهور عن ذوق النقاد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فيديو.. 8 طائرات و35 فرقة إطفاء تكافح حريق غابات عين كارم بالقدس المحتلة
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية