ندد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بقرار الاحتلال الإسرائيلي بوقف المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرا أن هذا الإجراء ليس جديدا، بل يأتي ضمن سلسلة من السياسات الإسرائيلية الممنهجة لتجويع المدنيين الفلسطينيين وفرض حصار مشدد.
وقال الشوا، في مداخلة هاتفية مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة": "الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى هندسة التجويع في غزة، ويعمل على خلق حالة من الفوضى داخل القطاع، حيث يمنع دخول المساعدات إلى مستحقيها بهدف دفع الفلسطينيين إلى الاقتتال على لقمة العيش".
وأضاف: "دخول المساعدات يوم أمس إلى مراكز التوزيع لم يرضِ الاحتلال، لأنه لا يريد منظومة إنسانية منظمة، بل يسعى إلى تدميرها بالكامل".
وتابع: "الاحتلال يستهدف بشكل مباشر وكالات الإغاثة الدولية، وعلى رأسها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بالإضافة إلى المنظمات الأهلية الفلسطينية والدولية، وهناك محاولات لفرض النزوح القسري من خلال تجويع السكان واستهداف البنية التحتية المدنية".
وواصل: "قبل ساعتين استشهد طفل قبل ساعات نتيجة سوء التغذية الحاد، وهناك أكثر من 70 ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب الجوع وما يدخل من مساعدات لا يتجاوز بضع شاحنات أسبوعيا، وهو أمر لا يكفي حتى لبقاء السكان على قيد الحياة".
وأكمل: "المواطن الفلسطيني اليوم يعيش على أقل من وجبة من الأرز يوميا، وفي أفضل الأحوال يحصل على ثلاثة إلى خمسة لترات من المياه يوميا، بعد أن كانت الحصة اليومية قبل الحرب تصل إلى 80 لترا".
وذكر: "الاحتلال لم يسمح بدخول الوقود منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مما أدى إلى تعطل المرافق الحيوية كالمستشفيات وآبار المياه ومحطات التحلية".
وواصل: "هناك أكثر من 2.2 مليون فلسطيني على نحو 10% فقط من مساحة القطاع، ومعظمهم يعيشون في الخيام".
واختتم: "غزة باتت اليوم أمام كارثة إنسانية مركبة ومعقدة، في ظل استمرار القتل والتجويع والتدمير، بينما تقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عاجزين أمام تعنت الاحتلال الإسرائيلي".