أخبار عاجلة

عالم الآثار المغربي بوزوكار: فحوصات "الأصل" عبر "اللُّعاب" معيبة علميا

عالم الآثار المغربي بوزوكار: فحوصات "الأصل" عبر "اللُّعاب" معيبة علميا
عالم الآثار المغربي بوزوكار: فحوصات "الأصل" عبر "اللُّعاب" معيبة علميا

انتقد عالم الآثار المغربي عبد الجليل بوزوكار شركات تجارية تشتغل في فحوصات الحمض النووي من أجل تحديد أصول كل إنسان عبر لعابه خاصّة، قائلا إن منهجها ونتائجها “لا علاقة لهما بالمقاربة العلمية”.

يأتي هذا في ظلّ انتشار ظاهرة إرسال عينات من اللعاب إلى شركات من أجل فحص الحمض النووي، بالمغرب وبمناطق متعددة من العالم، من أجل تحديد “الأصل” في سياق نقاشات متنامية حول “الهُوية” و”المنبت” و”الانتماء”.

وردّ مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث على سؤال حول مدى علميّة هذه الفحوص بالقول إن من إشكالاتها الأولى التي يلوم عليها هذه الشركات الفاحصة للحمض النووي، “إخفاء منهجها”، مردفا: “فيما يخص الحمض النووي الأحفوري، لا حق للباحث في الاحتفاظ بالمعلومات وحده”.

وتابع: “المقاربة التجارية لا علاقة لها بالمقاربة العلمية. وأحفوريا، نستخرج الحمض النووي، من أسنان الإنسان مثلا، ولا نعطي أبدا هوية الشخص، ونستبدل هويته برمز، وفي هذه الشركات مشكل أخلاقي”.

وزاد: “لا توجد دراسة علمية واحدة مبنية على نتائج هذه الشركات، ولا مجلة علمية محترمة ستنشر هذا؛ لأنه غير أخلاقي”.

ومن الإشكالات الأساسية في مثل هذه الفحوصات المعتمدة على اللعاب “المراجع”، التي تقيّم بها نتائج الحمض النووي؛ “فعندما نصل من استخراج الحمض النووي إلى مرحلة (تحديد) التسلسل الجيني، يوضع في مكتبات بمراجع، ولا يمكننا عدها، لأنها كبيرة جدا، لذلك نكتشف ‘أنواعا’ بشرية جديدة (خلال فحوص تنقيبات أثرية)؛ ومشكل اللُّعاب أن هذه المكتبات محدودة: ولذلك تكون النتائج تعميمات، مثل: شمال إفريقيا… أي التعبير عن منطقة جغرافية، ولا يمكن أن تنزل علم الجينات على مستوى الدول”.

وواصل: “عندما تقول النتيجة مثلا إفريقيا الشمالية، فمرجعه هو 15 ألف سنة مثلا، ولا علاقة لهذا بما يوجد في لعابنا؛ فالاستناد المرجعي فيه إشكال علمي. طبعا الأصل المحلي هو إفريقي، ولكن التحديد الصارم (وتحديد جينالوجيا الشخص، لا مجرّد الجغرافيا) يقتضي حمضا نوويا أقدم من 15 ألف سنة، لكن التقنية فشلت في هذا، ولا أحد ممن يحدّدون التسلسل الجيني في العالم يستطيع استخراج حمض في إفريقيا يعود إلى أزيد من 15 ألف سنة”.

هذا ما يفسر، وفق عالم الآثار، البحث المستمر من الباحثين المغاربة عن “حمض يفوق المدة المكتشفة عالميا إلى حدود اليوم، لأن هذا مهم لإفريقيا، وأنا مقتنع بأننا سنجده مع توالي الأبحاث”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الرئيس السيسي: 30 يونيو ثورة خالدة سطرها أبناء مصر
التالى الرقابة المالية ترفع الحد الأقصى للتمويل النقدي ...