توصيف مسلسل فات الميعاد أنه يقتصر على قضايا المرأة ظلم
لم أتردد لحظة في الموافقة على أغنية أم كلثوم تتر للمسلسل
أهم مافي مسلسل فات الميعاد كتابته والسيناريو أول ما جذبني
في وقت أصبحت فيه أغلب الأعمال الدرامية تعتمد على المبالغة والعنف كوسيلة لجذب الانتباه، يبرز مسلسل فات الميعاد تحت قيادة المخرج سعد هنداوي كعمل مختلف يحمل بُعدًا إنسانيًا وواقعيًا، ويُسلّط الضوء على قضايا اجتماعية تمس حياة الناس اليومية، من دون تهويل أو افتعال فهو يقدم سردًا هادئًا، وأداءً صادقًا، يجعل المشاهد يعيش التفاصيل دون أن يشعر بالغربة عنها أو بالضجيج المفتعل.
حاور موقع تحيا مصر المخرج سعد هنداوي مخرج مسلسل فات الميعاد ليتحدث لنا عن تفاصيل أكثر عن المسلسل وكيف جاءت الفكرة من البداية، كما كشف عن استقباله لردود الأفعال الكبيرة على العمل، وإليكم نص الحوار..
في البداية كيف جاءت فكرة المسلسل وما الذي حمسك لإخراجه؟
منذ البداية، طُرحت عليّ فكرة العمل، وأكثر ما جذبني وحرّكني نحو الإخراج كان السيناريو حيث أن النص كان جذاب ومكتوب بعناية، والشخصيات فيه تمتلك عمقًا وأبعادًا إنسانية حقيقية وهذا النوع من الكتابة هو ما أبحث عنه، لأنها في رأيي حجر الأساس لأي عمل ناجح فضلًا عن شعوري أن هذه الحكاية تمسّ واقعنا وتعبّر عن ناس نعرفهم ونعيش بينهم، ولم أتردد لحظة واحدة في قبول العمل.
كيف استطعت رسم الشخصيات بهذا القرب من الواقع؟
كنت حريصًا جدًا على أن تكون الشخصيات واقعية وغير نمطية لم أرد تقديم شخصيات خير مطلق أو شر مطلق، لأن الإنسان في طبيعته مزيج من الاثنين وكل شخصية في المسلسل لها دوافعها الخاصة، ومن المهم أن يتفهم المشاهد مبرراتها ومواقفها حتى لو لم يتفق معها، هذا ما جعل الشخصيات تشبه الواقع لأنها لم تكن مسطحة أو مثالية، بل مأخوذة من الحياة.
هل توقعت ردود الأفعال القوية والنجاح الذي حققه المسلسل؟
كنت أُراهن على قوة النص، وعلى العمل الجماعي الذي اجتمع عليه طاقم المسلسل، لكن أن تصل ردود الأفعال إلى هذا المستوى فهو أمر يسعدني جدًا وأكثر ما لامسني هو تعليقات الناس التي تقول إنهم يعرفون شخصيات تشبه شخصيات المسلسل، أو يشعرون أن هؤلاء الأشخاص يعيشون بينهم هذه الصلة الصادقة مع الجمهور هي ما أفتخر به أكثر من أي شيء آخر وأكثر من الإشادات.
ما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
كما هو الحال في أي عمل درامي، كانت هناك تحديات حيث أن بعض المشاهد أُعيد تصويرها أكثر من مرة، ليس بسبب الأداء بل لأننا كنا نحرص على أن يظهر كل شيء بأعلى دقة ممكنة والتحدي الأكبر كان في نقل المشاعر المعقدة لكل شخصية، لأن الشخصيات نفسها مركبة، بجانب ذلك كان علينا مراعاة عامل الوقت وميزانية الإنتاج مما شكّل ضغطًا إضافيًا.
ما رأيك في توصيف المسلسل بأنه يناقش قضايا المرأة بشكل أساسي؟
أعتقد أن هذا التوصيف فيه ظلم للمسلسل صحيح أن هناك قضايا تخص المرأة لكنها ليست الوحيدة، "فات الميعاد" يتناول قضايا إنسانية واجتماعية كثيرة، وشخصية مثل "مسعد" مثلًا، تُجسّد الكثير من الأفكار التي تخص الرجل والمجتمع ككل لذا أرى أن اختزال العمل في زاوية واحدة يُفقده غناه الحقيقي.
كيف جاءت فكرة استخدام أغنية "فات الميعاد" لأم كلثوم كتتر البداية؟
الفكرة كانت من اقتراح المنتج إبراهيم حمودة، ويجب أن يُنسب له الفضل، والحقيقة أنه عندما عرضها عليّ لم أتردد لحظة خاصةً وأنني في تلك الفترة أعمل أيضًا على فيلمين عن أم كلثوم وبليغ حمدي، وكنت غارقًا في تفاصيل حياتهما، لذا شعرت أن الأغنية مناسبة جدًا كما أنها تتماشى مع تطور الأحداث، و سيلاحظ المشاهد أن اختيار الأغنية لم يكن عشوائيًا بل يخدم القصة ويُعبّر عن مضمونها.
هل كان هناك تخوف من الملل عند اتخاذ قرار تقديم المسلسل في 30 حلقة؟
كنا منتبهين جدًا لهذا الأمر، ولم نُقرر عدد الحلقات إلا بعد التأكد أن القصة تحتمل هذا الامتداد دون مطّ أو حشو، هناك أعمال قصيرة من 10 أو 15 حلقة لم تنجح بينما أعمال طويلة حافظت على شدّ انتباه الجمهور لذا عدد الحلقات لا يهم، وفي مسلسل فات الميعاد القصة مليئة بالتفاصيل والعلاقات وتستحق أن تُروى بهذا الامتداد.
حدثنا عن مشروعيك القادمين فيلم أم كلثوم وفيلم بليغ حمدي.. أين وصلت التحضيرات؟
فيلم أم كلثوم مشروع ضخم بدأت العمل عليه منذ سنوات و قرأت عنها كثيرًا، وجمعت كمًا هائلًا من المواد لكنني كل فترة أكتشف أنني مازال أمامي الكثير حتى أجمع جميع تفاصيل أم كلثوم فهي كانت تاريخ مكتوب عنها بكل لغات العالم، أما فيلم بليغ حمدي فالتحضير له بدأ في باريس لكن المشروع توقف مؤقتًا لأسباب إنتاجية، لأنه يُنفّذ بتمويل مستقل بالكامل، وأنا أتحمل التكاليف بنفسي لذا أواجه به التحديات لكني واثق أن كلًا من المشروعين سيطرح في موعده
ما القضايا التي تطمح لمناقشتها في أعمالك القادمة؟
لدي شغف كبير بفترة ثورة 1919، أراها من أغنى الفترات دراميًا وأتمنى تقديم عمل عنها، كما أنني أرى أن الواقع الحالي خصوصًا ما يحدث بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح يخلق نوعًا من الانفصال بين الأجيال لم نعد نستطيع القول "المصري معروف عنه كذا"، لأننا صرنا أمام أشخاص يعيشون في عوالم متباعدة، أطمح لتقديم أعمال تطرح أسئلة وتترك أثرًا، لكن دون أن تكون وعظية أريد أن تصل الفكرة ببساطة، دون أن تُفرض على المشاهد.
