ذكرى نياحة القديس لاتصون البهنساوي وفقًا لكتاب السنكسار الكنسي، الذي يُسجل سير الشهداء والقديسين، فقد انتقل القديس لاتصون إلى السماء في مثل هذا اليوم.
الكنيسة تحي ذكرى نياحة القديس لاتصون البهنساوي
وذكر السنكسار أن القديس لاتصون البهنساوي وُلِدَ في قرية البهنسا، التي تقع بمركز بني مزار بمحافظة المنيا. وكانت البهنسا في الماضي مركزًا أسقفياً وعامرة بالكنائس و الأديرة. نشأ القديس في عائلة تقية ربته على الفضيلة وشجعته على التردد المستمر إلى الكنيسة.
يشير السنكسار إلى أنه في يوم من الأيام، أثناء وجود القديس لاتصون البهنساوي في الكنيسة، استمع إلى كلمات السيد المسيح في الإنجيل المقدس: من أراد أن ينقذ حياته يخسرها، ومن يخسر حياته من أجلي فهو يجدها.
وواصل السنكسار قائلاً: عندما سمع القديس لاتصون البهنساوي ذلك، اشتعل قلبه بالرغبة الإلهية، فترك العالم وتوجه إلى برية شيهيت، حيث بذل جهداً عظيماً في الصلوات والأصوام العديدة. وفي أحد الأيام، ظهر له ملاك الرب وأمره أن يذهب إلى القديس إيسوذوروس ليلبسه الإسكيم.
القديس لاتصون البهنساوي
استجاب للأمر وتوجه لتنفيذه، وبعد أربعين يومًا أنهى الطقس ونال الإسكيم. حينها زاد من نسكه وصلواته، واعتزل في البرية متوحدًا، مكرسًا حياته بكل إخلاص. وبعد أن أكمل جهاده الروحي بجدارة، فارق الحياة بسلام وانتقل إلى رحمة الله.
عودة رفات القديس مار مرقس:
في مثل هذا اليوم أيضاً، شهدت الكنيسة حدثاً مميزاً بازدياد فرح المؤمنين بعودة رفات القديس مار مرقس إلى الكاتدرائية المرقسية الجديدة. قام البابا كيرلس السادس بإرسال وفد رسمي إلى روما لتسلم رفات القديس مار مرقس الرسول من يد البابا بولس السادس.
وعندما وصلت الطائرة إلى القاهرة، بادر البابا كيرلس السادس بالصعود إليها لتسلّم الصندوق النفيس الذي يحتوي على رفات القديس. في تلك اللحظة الفريدة، ظهرت ثلاث حمامات بيضاء ناصعة تحلق فوق الطائرة، مشهد شاهده كل الحاضرين في المطار.
رافق البابا كيرلس السادس مار أغناطيوس يعقوب الثالث، بطريرك أنطاكية. وفي موكب مهيب ومقدس، وصل البابا ومعه صندوق الرفات إلى الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأزبكية، حيث وضعه على المذبح الرئيسي هناك، وبقي حتى اليوم الثالث من وصوله، ليبقى هذا الحدث محفوراً في الذاكرة المسيحية.
