يا ترى إيه اللي بيحصل في سوق الدولار الأيام الأخيرة؟ وازاى الدولار اللى كان صاعد بسرعة الصاروخ بقى يتراجع بشكل مفاجيء؟ وايه علاقة ده بزيادة تحويلات المصريين فى الخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة؟
كل يوم بنصحى نلاقي سعر الدولار اتغير.. مرة يزيد ومرة ينقص.. والموضوع ده محير ناس كتير .. خصوصا بعد فترة صعود رهيبة للدولار.. كنا بنشوفه بيوصل لأرقام قياسية كل يوم.. فجأة.. وبدون مقدمات كتير.. لقينا الدولار بينزل تاني.. نزل لحد 50 جنيه و 16 قرش في البنوك.. بعد ما كان كاسر الـ 51 جنيه من كام يوم.
يا ترى إيه اللي حصل بالضبط؟ .. وليه التراجع ده جه بالسرعة دي؟..
الحكاية بدأت لما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن خبر مهم جدا.. قال إن إسرائيل وإيران وصلوا لاتفاق وقف إطلاق نار .. الخبر ده كان ليه مفعول السحر على الأسواق.. مش بس عندنا في مصر .. لأ في العالم كله.. ليه؟.. لأن التوترات اللي كانت دايرة في المنطقة دي كانت عاملة قلق كبير جدًا .. ومخلية المستثمرين خايفين.. فلوسهم بتخاف من القلق.. وأول ما القلق ده هدي.. الأمور بدأت تستقر.. والأسواق ابتدت تتنفس الصعداء.

لما كان فيه شد وجذب بين إيران وإسرائيل.. الجنيه المصري كان تحت ضغط كبير.. الدولار كان بيزيد قصاده بشكل ملحوظ.. وده طبيعي جدا.. أي توترات جيوسياسية في أي حتة في العالم .. بتأثر على عملات الأسواق الناشئة زي مصر.. وبتخلي المستثمرين يسحبوا فلوسهم من الدول دي.. ويروحوا لعملات آمنة زي الدولار.
طيب وإيه اللي حصل لما التوترات دي هدأت؟
الثقة رجعت تاني للسوق المصري.. المستثمرين بدأوا يفكروا يرجعوا فلوسهم تاني.. وكمان الحكومة المصرية طمنت الناس.. وقالت إن كل السلع والخدمات متأمنة ومفيش أي داعي للقلق .. كل ده ساعد الجنيه المصري إنه يتماسك قصاد الدولار.
بس هل ده بس السبب الوحيد؟
لأ طبعا.. فيه عوامل تانية مهمة جدًا بتأثر على سعر الدولار.. منها الموارد الدولارية اللي بتخش البلد.. إيه هي الموارد دي؟.. حاجتين أساسيتين.
أول حاجة: تحويلات المصريين اللي عايشين بره.. يعني الفلوس اللي بيبعتوها لأهاليهم في مصر.. كل دولار بيخش البلد من بره.. بيقلل الضغط على الدولار.. وبيوفر سيولة دولارية في السوق.. وده بيقوي الجنيه قصاد الدولار.
تاني حاجة: الاستثمار الأجنبي المباشر .. يعني لما شركات أجنبية تيجي تستثمر فلوسها في مصر.. سواء تعمل مصانع أو مشاريع جديدة.. الفلوس دي بتيجي بالدولار.. وبتوفر فرص عمل.. وبتزود الإنتاج.. وده طبعًا بيدعم الاقتصاد المصري.. وبيخلي الجنيه أقوى.
نيجي بقى للنقطة المهمة أوي .. استثمارات الأجانب في أدوات الدين العام .. يعني إيه الكلام ده؟
ببساطة .. الحكومة المصرية بتستلف فلوس من بره .. وبتدفع عليها فوايد .. الأجانب بيحبوا يستثمروا في الحاجات دي .. لأن الفايدة عندنا ممكن تكون أعلى من بلادهم .. فبيجيبوا دولارات كتير مصر ويستثمروها..
شوف يا سيدي .. لغاية آخر شهر مارس اللي فات .. الأجانب كانوا مستثمرين حوالي 38 مليار دولار في أدوات الدين المصرية .. رقم ضخم جدًا مش كده؟ .. الفلوس دي لما بتخش البلد .. بتعمل سيولة دولارية كبيرة .. وده بيساعد على استقرار سعر الدولار .. ولما بتخرج .. بتعمل مشكلة .. وده اللي بيفسر أحيانا التقلبات اللي بنشوفها..
الخبراء الاقتصاديين بيقولوا إن لو مليار دولار خرجوا من السوق .. الجنيه المصري ممكن ينزل حوالي 50 قرش قصاد الدولار .. بس لو دخل مليار دولار .. الجنيه ممكن يطلع 20 قرش بس .. يعني الموضوع فيه شوية عدم توازن .. والدولار بيحب الزيادة أكتر من النقصان..
رغم كل ده .. الحكومة المصرية بتطمنا وبتقول إنها بتغطي احتياجاتها من الدولار للشهر الثالث على التوالي .. وده معناه إن فيه إدارة كويسة للموارد الدولارية اللي بتخش البلد .. وإن فيه خطة واضحة للتعامل مع أي ضغوط على الجنيه.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.