في صيف عام 1898، تحت شمس القاهرة ولدت فكرة غيرت مسار الاقتصاد المصري، فعلى ضفاف النيل، حيث تتشابك خيوط التاريخ مع أحلام المستقبل، أسس البنك الأهلي المصري بأمر خديوي وطموح رجال رأوا في مصر وطنًا يستحق الريادة.
ولم يكن البنك مجرد مؤسسة مالية، بل كان نبضًا اقتصاديًا يحمل في طياته قصص الفلاحين، أحلام التجار، وطموحات الأجيال.
واليوم، وبعد 127 عامًا، يقف البنك الأهلي شامخًا، كشاهد على صمود مصر وتطورها، وحكايته تستحق أن تُروى بكل فخر.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض كل المعلومات عن تاريخ البنك الأهلي المصري مع مرور 127 عامًا على تأسيسه.
البداية وشرارة النهضة
وفي 25 يونيو 1898، أعلن ميلاد البنك الأهلي المصري كشركة مساهمة برأس مال مليون جنيه إسترليني، بمبادرة من روفائيل سوارس وسير إرنست كاسل.
وكانت مصر آنذاك تحتفل بأولى خطواتها نحو التحديث، وكان البنك بمثابة جسر يربط بين الماضي العريق والمستقبل الواعد.
وأصدر البنك أولى أوراقه النقدية عام 1899، فئة الخمسين قرشًا، لتصبح رمزًا للاستقلال المالي.
وكان ذلك الورق النقدي أكثر من مجرد عملة، كان وعدًا بمستقبل أفضل، يحمله الفلاح في جيبه والتاجر في محفظته.

من الكساد إلى التأميم
ولم تكن رحلة البنك مفروشة بالورود، حيث واجه أزمة الكساد الكبير عام 1929، وكان درعًا ماليًا للحكومة المصرية في أحلك الظروف.
وخلال الحربين العالميتين، دعم البنك الاقتصاد الوطني بقوة، ليثبت أنه ليس مجرد بنك، بل شريك في بناء الوطن.
وبحلول عام 1940، بدأت أسهمه تتحول إلى أيدٍ مصرية، معلنة بداية تمصيره، وفي عام 1960، جاء التأميم ليرسخ دوره كمؤسسة وطنية خالصة.
وهنا انقسمت مهامه بين البنك المركزي والتجاري، ليصبح ركيزة الاقتصاد الحديث.
التوسع والريادة ليصبح بنك الشعب
واليوم، يمتلك البنك الأهلي 655 فرعًا تخدم 20 مليون عميل، بمركز مالي يتجاوز 5.2 تريليون جنيه في وفقًا لأخر تقرير في يونيو 2024.
ومن تمويل المشروعات العملاقة مثل العاصمة الإدارية إلى دعم المشروعات الصغيرة، يظل البنك شريانًا يغذي أحلام المصريين.
وحضوره العالمي في لندن ونيويورك وشنغهاي يعكس طموحه اللا محدود، بينما يحتفظ بجذوره المصرية العميقة.
وفي عام 2023، وثق البنك تاريخه عبر مشروع "إحياء تراث البنك الأهلي"، ليروي للأجيال كيف كان شاهدًا على نهضة وطن.

التحول الرقمي والتطلع نحو المستقبل
وفي عصر الثورة الرقمية، لم يتأخر البنك الأهلي عن ركب التطور، حيث يمتلك 74% من سوق بطاقات الائتمان و40% من بطاقات الخصم في مصر، مع شبكة تضم 631 ماكينة صراف آلي و8500 نقطة بيع إلكترونية.
وجوائزه العالمية، مثل جائزة أفضل بنك مصري في الخدمات الاجتماعية عام 2020 من Asian Banker، تؤكد تفوقه.
ومنصاته الرقمية جعلت الخدمات المصرفية في متناول الجميع، من الشباب إلى كبار السن، محققًا رؤية الشمول المالي.
قلب المجتمع: أبعد من الأرقام
ولم يكن البنك يومًا مجرد أرقام وأرباح، ودعمه للثقافة والرياضة والتعليم جعله جزءًا من نسيج المجتمع المصري.
وفي عامه الـ125 عام 2023، نظم موكبًا من المراكب الشراعية على النيل، وأصدر عملات تذكارية فضية، ليحتفل بإرثه بطريقة تليق بمكانته.
كما يرعى مسابقة معلمي اللغة العربية، مؤكدًا دوره في الحفاظ على الهوية الثقافية.
127و عامًا، وما زال البنك الأهلي المصري يحمل على عاتقه أحلام مصر، ومن أول ورقة نقدية إلى منصات رقمية متطورة، من دعم الفلاح إلى تمويل المشروعات القومية، ظل البنك وفيًا لوعده: بناء وطن ينبض بالحياة.
ومع كل عام يمر، يجدد البنك الأهلي حكايته، لتبقى سيرة وطن تروى للأجيال القادمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.