مع اقتراب حرارة الصيف وارتفاع الطلب على الطاقة، تقف مصر على أعتاب موسم حيوي يتطلب استعدادات دقيقة لضمان استقرار إمدادات الغاز الطبيعي، وفي هذا المشهد الحيوي، تستعرض الدولة خطوات مدروسة لتعزيز أمن الطاقة، توازناً بين الاستيراد المحلي والاستثمار المستدام.
خطوات مدروسة لتعزيز أمن الطاقة
تسعى مصر بكل حزم إلى تأمين إمدادات الغاز الطبيعي للسوق المحلي خلال صيف 2025، تحسباً للزيادة المتوقعة في استهلاك الكهرباء، وذلك لتجنب انقطاعات الطاقة التي أثرت على المواطنين في المواسم السابقة.
تقديم حوافز استثمارية مغرية مع ضمان انتظام سداد مستحقات الشركاء الأجانب
اتخذت الحكومة سلسلة من الخطوات الاستباقية شملت استئجار سفن جديدة للتغويز وتوفير شحنات إضافية من الغاز المسال، إلى جانب تنشيط عمليات البحث والتطوير في الحقول المحلية، وتقديم حوافز استثمارية مغرية مع ضمان انتظام سداد مستحقات الشركاء الأجانب لتعزيز استقرار قطاع الطاقة.
في إطار تنويع مصادر الاستيراد، تعاقدت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية على ثلاث سفن تغويز بسعة إجمالية تصل إلى 2250 مليون قدم مكعب يومياً. تعمل إحدى هذه السفن في ميناء سوميد، بينما تجرى الاستعدادات لتشغيل السفينتين الأخريين في موانئ سوميد وسونكر بالسخنة، ما يدعم منظومة الإمداد وسط تحديات السوق العالمية والتقلبات الجيوسياسية.
على الصعيد المحلي، تُكثف الوزارة جهودها في زيادة إنتاج الغاز من الحقول الوطنية للحد من الاعتماد على الاستيراد. ومن المتوقع بدء تشغيل خطي إنتاج جديدين لشركتي "شل" و"إيني" في يوليو، مع ضخ كميات إضافية من حقل "ظهر"، بدعم من التزام الدولة بسداد مستحقات الشركاء وتوفير حوافز استثمارية.
في نفس الوقت، تتضمن الخطط الحكومية حزم تحفيزية لجذب مزيد من الاستثمارات، حيث أعادت هذه الإجراءات ثقة المستثمرين وأشعلت عجلة الاستكشاف والإنتاج، كما أعلنت وزارة البترول عن تأمين 60 شحنة غاز طبيعي مسال لتلبية الطلب الموسمي، مع تطوير البنية التحتية لشحن وتوزيع الغاز عبر تركيب خطوط جديدة وأذرع تحميل.
أعلنت وزارة البترول عن تأمين 60 شحنة غاز طبيعي مسال لتلبية الطلب الموسمي
تواكب هذه الإجراءات خطة حكومية لترشيد استهلاك الكهرباء تشمل تقليل إنارة الشوارع والميادين بنسبة 60%، وإدارة تشغيل التكييف في المباني الحكومية، وإغلاق الإنارة بعد ساعات العمل، إلى جانب تحسين استخدام تقنيات الإنارة الموفرة للطاقة في المشروعات الجديدة.