انطلقت بجماعة الخلفية، في إقليم الفقيه بن صالح، أولى أوراش برنامج مائي طموح يسعى إلى تحسين ولوج الساكنة القروية إلى الماء الشروب، في سياق يتسم بتحديات مناخية متزايدة أثرت سلبًا على الموارد المائية بالمنطقة.
الانطلاقة الرسمية للمشروع تمت من دوار سكاكة، التابع لجماعة الخلفية، وتشمل حفر وتجهيز ثقوب مائية بعدد من الجماعات القروية بالإقليم، ضمن خطة متكاملة يشرف عليها المجلس الإقليمي بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط وعدد من المتدخلين المحليين.
وفي هذا السياق، أوضح كمال صلاح، رئيس المجلس الإقليمي للفقيه بن صالح، في تصريح لهسبريس، أن “هذه المشاريع تأتي تجاوبا مع طلبات ملحة عبرت عنها الساكنة القروية، وقد تمت برمجتها ضمن أولويات المجلس بتنسيق مع شركائنا المؤسساتيين”، مؤكدا أن “الانطلاقة من جماعة الخلفية ستتبعها عمليات مماثلة في جماعات أخرى كلما توفرت الدراسات التقنية وتمت تسوية الوضعية العقارية”.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع حفر ثلاثة ثقوب مائية بكل من دوار السكاكة (جماعة الخلفية)، أولاد إدريس (جماعة البرادية)، ومسغونة (جماعة أولاد زمام)، بميزانية إجمالية تتجاوز 2.28 مليون درهم، في إطار اتفاقية شراكة بين المجلس الإقليمي والمجمع الشريف للفوسفاط والجماعات المعنية.
كما يرتقب، مطلع يوليوز المقبل، فتح أظرفة مشروع حفر وتجهيز ثقب مائي رابع بدوار مصلى النخيل بجماعة سيدي عيسى بن علي، بغلاف مالي يناهز 724 ألف درهم، سيتكفل المجلس الإقليمي بتمويله الكامل، بينما ستوفر الجماعة المعنية الدراسات والوعاء العقاري.
ويُنتظر أن تشمل هذه الدينامية مشاريع مماثلة في جماعات ترابية أخرى، حسب جاهزية الملفات التقنية واستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة.
وتأتي هذه المشاريع في سياق تعبئة إقليمية لمواجهة ندرة الماء الصالح للشرب، خصوصا في ظل تراجع الموارد التقليدية كالأودية والعيون والآبار، بسبب توالي سنوات الجفاف وارتفاع الطلب الموسمي على الماء، خاصة خلال فصل الصيف.
وبحسب معطيات توصلت بها هسبريس، فقد باشر المجلس الإقليمي، بتنسيق مع السلطات المحلية، عملية تشخيص دقيقة للنقاط السوداء التي تعاني من خصاص حاد في الماء الشروب، ما مكن من إعداد برنامج استعجالي يستهدف تغطية العجز وتأمين تزويد مستدام للساكنة.