يا ترى ليه دول زي ألمانيا وإيطاليا فجأة كده بيفكروا يسحبو أرصدتهم من الدهب في امريكا ويرجعوها بلادهم .. إيه اللي بيحصل بالظبط ..؟ وليه بيعملوا كده ..؟ هل الموضوع ليه علاقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ ولو ده حصل .. إيه اللي ممكن يحصل للدولار .. وهل أمريكا بقت خلاص مش الملاذ الآمن للاستثمار زي زمان ؟
ألمانيا وإيطاليا عندهم كمية دهب مش قليلة في الاحتياطي الأمريكي بنتكلم عن حوالي 5800 طن دهب .. رقم ضخم جدًا .. قيمته السوقية أكتر من 245 مليار دولار .. ألمانيا لوحدها عندها 3352 طن .. وإيطاليا عندها 2452 طن .. وكل دولة منهم مخزنة حوالي تلت سبائكها الدهبية في أمريكا .. يعني جزء كبير ومهم جدًا من احتياطيهم والدولتين مؤخرا بدأوا يفكروا بشكل جدي فى سحب كل كميات الدهب دي من أمريكا.
طب إيه علاقة ترامب بالموضوع ؟
التخوف الأساسي من ترامب .. هو تدخله في سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي .. يعني البنك المركزي بتاع أمريكا .. اللي المفروض يكون مستقل تمامًا .. ترامب بيحاول بالفعل يتدخل في في قرارات البنك الفيدرالي بشكل مباشر .. وده بيخلي الدول التانية تقلق .. لإنها عايزة تتأكد إن أموالها .. وخصوصًا دهبها .. في مكان آمن ومستقل .. مش ممكن يتعرض لأي تدخلات سياسية ممكن تأثر عليه.

لو البنك الفيدرالي مش مستقل .. ممكن ده يأثر على قيمة الدولار .. وعلى قوة الاقتصاد الأمريكي بشكل عام .. وده اللي الدول دي بتتحوط منه .. بمعنى تاني .. بيحاولوا يأمنوا نفسهم من أي مفاجآت ممكن تحصل لو ترامب مارس جنونه وأجبر الفيدرالي على قرارات بعينها.
طب لو ألمانيا وإيطاليا سحبوا الدهب بتاعهم فعلًا .. ده معناه إيه للدولار الأمريكي؟
ده معناه مزيد من الضعف للدولار .. وليه ضعف ..؟ لإن الدهب يعتبر ملاذ آمن وقت الأزمات .. ولما دول كبيرة تسحب دهبها من أمريكا .. ده بيبعت رسالة للعالم كله إن فيه قلق .. وإن الثقة في الدولار بدأت تتراجع.
مبقاش سر إن الوزن النسبي للدولار في احتياطيات العالم كله بدأ يتراجع .. دول كتير دلوقتي بتفضل إن الجزء الأكبر من احتياطيها يكون دهب .. وده يعتبر تحوط ضد أي تقلبات اقتصادية أو سياسية .. وكمان عدم ثقة في السوق الأمريكي .. أو حتى في الإدارة الأمريكية نفسها .. وده اللي مفسر ليه كل الدول دلوقتي رايحة للدهب.
السؤال الأهم هنا .. هل أمريكا لم تعد السوق الأكثر أمانًا للاستثمار زي زمان ؟ وهل هي لسه السوق الأكثر ربحية ؟
الإجابة ببساطة .. لأ ..
السوق الأمريكي بقى أهدى شوية .. بسبب السياسات الأمريكية التوسعية .. وكمان جزء كبير من مميزات أمريكا الاقتصادية راحت للصين .. اللي بقت دلوقتي عملاق اقتصادي .. بأسواقها الضخمة .. وإنتاجها الهائل .. وسيطرتها الاستثمارية .. الصين دلوقتي بقت منافس قوي جدًا لأمريكا .. وصعب كسره.
ده بيخلي المستثمرين يدوروا على بدائل .. سواء في الدهب كملاذ آمن .. أو في أسواق ناشئة تانية ممكن تحقق أرباح أكتر .. ده مش معناه إن أمريكا خلاص انتهت .. لكن معناه إن الخريطة الاقتصادية للعالم بتتغير .. وإن مفيش لاعب واحد هو اللي مسيطر على كل حاجة.
في النهاية .. الموضوع كله بيتلخص في الثقة .. ثقة الدول في بعضها .. وثقة المستثمرين في الأسواق .. لو الدول دي شايفه إن دهبها هيكون في أمان أكتر في بلادها .. فهيعملوا كده .. وده ممكن يكون بداية لتحول كبير في توزيع احتياطيات الدهب في العالم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.