ترامب , في أعقاب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، وجه الرئيس الأمريكي يوم الاثنين، رسالة إلى العالم حملت دعوة واضحة للسلام. جاء تصريحه عقب الضربات التي شنتها إيران كرد على الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران. وعلى الرغم من التصعيد العسكري، اختار ترامب أن يركز في بيانه على التهدئة، واصفًا الهجوم الإيراني بـ”الضعيف” ومؤكدًا أن الولايات المتحدة تمكنت من التصدي له دون وقوع خسائر بشرية.

ترامب يقلل من أهمية الرد الإيراني
في كلمته الرسمية، اعتبر الرئيس الأمريكي أن الرد الإيراني كان متوقعًا وغير مؤثر، قائلاً: “ردت إيران رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف للغاية، وهو ما توقعناه، وقد تصدينا له بفعالية كبيرة”. وأضاف أن إيران أطلقت 14 صاروخًا، تم اعتراض 13 منها بنجاح، بينما سقط صاروخ واحد فقط “لأنه كان متجهًا في اتجاه غير مُهدد”.
تصريحاته جاءت في سياق تأكيده على تفوق منظومة الدفاع الأمريكية، وعلى قدرة القوات الأمريكية على حماية قواعدها في المنطقة. كما أشار إلى أن هذا الرد لم يسفر عن أي خسائر بشرية أو أضرار تُذكر، ما يعكس استعدادية القوات الأمريكية للتعامل مع مثل هذه التهديدات.

ترامب يدعو للسلام ورسالة إلى إيران
رغم لهجته القوية في ما يتعلق بالرد العسكري، وجه الرئيس الأمريكي نبرة تصالحية نحو إيران، شاكرًا إياها على ما وصفه بـ”الإخطار المبكر” بالهجوم، والذي سمح للولايات المتحدة باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي وقوع ضحايا. وقال: “أود أن أوجه الشكر لإيران على اخطارنا المبكر، مما سمح بعدم إزهاق أرواح أو إصابة أحد”.
كما عبّر الرئيس الأمريكي عن أمله في أن يكون هذا الهجوم بمثابة نهاية لسلسلة التصعيدات، داعيًا طهران إلى “المضي قدمًا نحو السلام والوئام في المنطقة”. وأكد رغبته في رؤية تحول إيجابي في العلاقات، مشيرًا إلى أن هذه اللحظة قد تكون بداية جديدة تبتعد فيها المنطقة عن الكراهية والعنف.

دعوة لإسرائيل واتجاه نحو التهدئة
في ختام رسالته، وجّه دعوة صريحة لإسرائيل كي تحذو حذو إيران في خفض التصعيد، مؤكدًا دعمه للسلام في الشرق الأوسط. وقال: “سأشجع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها”، في إشارة إلى ضرورة تبني سياسات تهدف إلى التهدئة وتخفيف التوترات في المنطقة، بدلًا من الانخراط في صراعات جديدة.
وتأتي تصريحاته في وقت حساس، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط توترًا غير مسبوق بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل، وتورط قوى دولية في النزاع بشكل مباشر أو غير مباشر. ويبدو أن الرئيس الأمريكي، رغم الضربات العسكرية، يسعى إلى إعادة ضبط المسار نحو السلام، وإرسال رسالة مفادها أن الولايات المتحدة لا ترغب في التصعيد المفتوح طالما أن هناك فرصًا للحوار وخفض التوتر.
في المحصلة، قد تمثل هذه التصريحات بداية لمرحلة جديدة من التهدئة، لكنها في الوقت ذاته تعكس واقعًا إقليميًا معقدًا يتطلب جهودًا دبلوماسية حقيقية لتجنب الانزلاق إلى مواجهات أوسع.