لم يكن اختيار حي الأسمرات كنقطة انطلاق لمشروع "اللياقة للجميع" محض مصادفة، فوسط قلب القاهرة، يقف هذا الحي شاهدًا حيًا على تجربة مصرية رائدة نجحت في نقل آلاف الأسر من العشوائيات إلى بيئة سكنية آدمية متكاملة الخدمات، ليصبح نموذجًا لما يمكن أن تحققه الدولة حين تضع الإنسان في قلب خططها التنموية.
حي الأسمرات.. من العشوائية إلى الحياة الكريمة
حين نتحدث عن الأسمرات، فنحن لا نتحدث عن مشروع إسكان فقط، بل عن قصة تحول اجتماعي واقتصادي ونفسي، كان سكان هذا الحي يومًا ما يقطنون مناطق عشوائية تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة، حتى تدخلت الدولة لتمنحهم فرصة حقيقية لبداية جديدة، داخل مجتمع مخطط يضم مساكن حضارية، ومدارس، ووحدات صحية، وملاعب، ومراكز خدمية.
الإنسان أولاً.. فلسفة اختيار الأسمرات
في كل خطوة من خطوات تطوير حي الأسمرات، كان الاهتمام موجَّهًا بالأساس إلى الإنسان قبل أي شيء آخر ، فبعد أن حصل السكان على سكن آمن، وتعليم جيد، وخدمات صحية متكاملة، جاء الدور الآن على تحسين جودة حياتهم اليومية، من خلال الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية، وهو الدور الذي يقوم به مشروع "اللياقة للجميع".
فهذا المشروع لا يقتصر فقط على تركيب أجهزة رياضية في الساحات، بل يقدم منظومة متكاملة تهدف إلى نشر ثقافة اللياقة البدنية، وتحسين الصحة النفسية، وتشجيع الناس على تبني أنماط حياة أكثر نشاطًا، خاصة بين الشباب، كما يسعى المشروع لمحاربة السلوكيات السلبية مثل التدخين وقلة الحركة، بما ينعكس بشكل مباشر على صحة المجتمع بالكامل.
الوصول إلى الأكثر احتياجًا
اختيار الأسمرات يعكس أيضًا فلسفة المؤسسة في الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا، فسكان هذا الحي ربما لا يمتلكون رفاهية الاشتراك في الأندية الرياضية الخاصة، لذلك جاء المشروع ليمنحهم مساحة مجانية مفتوحة لممارسة الرياضة، ضمن بيئة محفزة وصحية وآمنة.
بيئة مؤهلة لنجاح التجربة
إلى جانب البعد الرمزي، يتمتع حي الأسمرات ببنية تحتية متطورة ومساحات كافية لإقامة ملاعب ومجمعات رياضية متكاملة، وهو ما جعل من السهل تجهيز الساحات بالأجهزة والمعدات، وإطلاق أولى الدورات التدريبية بشكل عملي وسلس.
رسالة أمل تبدأ من هنا
انطلاق المشروع من الأسمرات يحمل رسالة واضحة: التنمية لا تتوقف عند بناء الجدران، بل تمتد لتشمل بناء الشخصية والارتقاء بالصحة النفسية والجسدية للمواطنين، وهو ما ينسجم تمامًا مع أهداف رؤية مصر 2030، وأهداف التنمية المستدامة التي تضع صحة الإنسان ورفاهيته في صدارة الأولويات.
أما حي الأسمرات فكان البداية فقط، فمؤسسة حياة كريمة تعمل على تعميم التجربة تدريجيًا في القرى والمناطق الحضرية الأخرى، ليصبح وجود ساحات اللياقة جزءًا طبيعيًا من المشهد اليومي في حياة المصريين خلال الفترة المقبلة، تحت شعار: "اللياقة حق للجميع".