أخبار عاجلة
بدلاء الأهلي ضد بورتو في كأس العالم للأندية 2025 -

تنسيق إيراني–أميركي–قطري قبل قصف "العديد"… وطهران تطلق النار على قدميها

تنسيق إيراني–أميركي–قطري قبل قصف "العديد"… وطهران تطلق النار على قدميها
تنسيق إيراني–أميركي–قطري قبل قصف "العديد"… وطهران تطلق النار على قدميها

في تطوّر يكشف تعقيد الحسابات الإقليمية، كشف ثلاثة مسؤولين إيرانيين أن طهران نسّقت هجومها الصاروخي على قاعدة العديد الأميركية في قطر مع الدوحة مسبقًا، ووجّهت إخطارًا للولايات المتحدة لتفادي وقوع خسائر بشرية، مع الحرص على التأكد من خلوّ القاعدة من عناصر قد تتعرض للخطر، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” بتاريخ الاثنين 23 يونيو 2025.

وفي السياق ذاته، أكدت وكالة “رويترز”، نقلًا عن مصدر إقليمي رفيع، أن إيران أبلغت واشنطن عبر قناتين دبلوماسيتين قبل الضربة، وأخطرت قطر قبل التنفيذ بساعات.

ورغم هذا التنسيق، الذي بدا وكأنه يسعى إلى احتواء التصعيد، لم تنجُ طهران من موجة إدانات عربية حادة، ولم تفلت من تبعات سياسية واستراتيجية فادحة تفوق أثر الضربة ذاتها. فالضربة، رغم رمزيتها العسكرية، بدت في نظر كثيرين كاستهداف لدولة جارة، لا كرد مباشر على خصومها الفعليين.

في المقابل، بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد مباشرة من تجمّع احتفالي في طهران عقب الضربة على قاعدة العديد. وظهر مئات الأشخاص يلوّحون بالأعلام الإيرانية ويهتفون “الموت لأميركا”، بينما أطلق آخرون أبواق سياراتهم في ما بدا أنه احتفال شعبي “بالرد العسكري”.

هذا المشهد الدعائي، الذي قدّم الضربة بوصفها نصرًا سياديًا، يتناقض بوضوح مع واقع التنسيق الدبلوماسي المسبق مع كل من قطر وواشنطن لتفادي الإصابات. وهو تناقض يُضعف السردية الرسمية، ويكشف الهوّة بين الفعل العسكري الفعلي وبين صورته المروّجة داخليًا.

تقع قاعدة العديد الجوية على مساحة 24 هكتارًا من الصحراء خارج العاصمة القطرية الدوحة، وتُعد المقر المتقدم للقيادة المركزية الأميركية التي تدير العمليات العسكرية من مصر غربًا حتى كازاخستان شرقًا. وتضم القاعدة نحو 10 آلاف جندي، وتُعدّ أهم نقطة ارتكاز للوجود الأميركي في الشرق الأوسط.

قطر اعتبرت القصف “انتهاكًا لسيادتها”، وأكدت أنها تحتفظ بحق الرد. كما سارعت كل من السعودية والإمارات ومصر والمغرب إلى إدانة الضربة، ووصفتها بأنها تصرف خطير يهدد أمن الخليج ويقوّض الاستقرار الإقليمي.

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية عدم تسجيل أي إصابات، مما يعزز الطابع الرمزي للعملية. لكن ذلك لم يمنع طرح سؤال محوري: لماذا اختارت إيران قصف قطر، بدلًا من الرد على الولايات المتحدة أو إسرائيل مباشرة؟

من زاوية استراتيجية، لم تُحقق إيران مكاسب حقيقية من هذا الرد. لم تُربك الوجود الأميركي في المنطقة، ولم تثنِ إسرائيل عن مواصلة غاراتها الدقيقة داخل العمق الإيراني، ولم تُقنع جيرانها بأنها تتحرك في إطار الدفاع المشروع. بل على العكس، بدا الرد عاملًا في تعزيز الاصطفاف العربي ضدها، وتوسيع عزلتها.

يُشار إلى أن الضربات الأميركية، التي استهدفت ثلاث منشآت نووية داخل إيران بالتزامن مع عمليات إسرائيلية نوعية، كانت الشرارة التي أطلقت جولة التصعيد الحالية. ورغم أن طهران اعتبرت هذه الهجمات انتهاكًا صارخًا لسيادتها، فإن توجيه الرد نحو جار لم يشارك في العدوان أفرغ الفعل من مضمونه، وأضعف رسالته السياسية.

أما على الصعيد الاقتصادي، فلم تُظهر الأسواق العالمية قلقًا من اتساع رقعة التصعيد. فقد تراجع سعر خام تكساس الأميركي إلى نحو 68.5 دولارًا للبرميل، بعد أن تخطى 76.5 دولارًا عند افتتاح التداول. هذا التراجع يعكس قناعة المستثمرين بأن الرد الإيراني سيبقى رمزيًا، وأن ممرات الطاقة في الخليج لن تتأثر فعليًا.

تبرير إيران بأن القاعدة “أميركية” لا يصمد أمام القانون الدولي؛ إذ إن الموقع الجغرافي لأي منشأة عسكرية أجنبية لا يُلغي سيادة الدولة المضيفة، وأي استهداف لها يُعد انتهاكًا واضحًا لسيادتها، سواء أكان منسقًا معها أم لا. وإذا كان التنسيق قد قلل الخسائر البشرية، فإنه لم يخفف من الكلفة السياسية والدبلوماسية.

الخطأ الإيراني لم يكن في حجم الرد أو توقيته، بل في اختيار الهدف. فعندما توجه دولة تحت الضغط ضرباتها إلى جارٍ لا إلى المعتدي، فإنها تخلط بين الردع والمقامرة. وعندما تخرج من الرد أكثر عزلة وأقل دعمًا، فإنها، عمليًا، تطلق النار على قدميها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الدولار  يسجل أقوى أداء أسبوعي منذ يناير وسط تراجع عملات الأسواق الناشئة..عالمياً 
التالى الكيلو بــ350 جنيه.. أسعار اللحوم اليوم الإثنين 16 يونيو في الأسواق