بسبب المخاوف من تأثر تدفق الغاز المسال القطري إلى الأسواق الآسيوية، قفزت أسعار الشحنات المتجهة إلى شمال آسيا إلى أعلى مستوى لها في 4 أشهر، خلال الأسبوع الماضي، عقب اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، وتهديدات بإغلاق محتمل لمضيق هرمز، الذي يُصدَّر عبره نحو 20% من نفط العالم.
تأتي زيادة أسعار الشحنات بالتزامن مع صعود أسعار النفط لتقترب من 80 دولارًا للبرميل، في تعاملات اليوم الإثنين 23 يونيو/حزيران 2025، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)
ومن المتوقع أن يصب ارتفاع أسعار الغاز المسال والنفط وباقي مصادر الطاقة المنطلقة من منطقة الشرق الأوسط الساخنة بأحداث الحرب وتطوراتها، في صالح قطاع الفحم.
وهاجمت إسرائيل إيران، يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، وردّت عليها الأخيرة، ومنذ ذلك الحين تتبادلان الضربات للمواقع المختلفة، إلى أن انخرطت أميركا في الحرب إلى جانب تل أبيب؛ إذ شاركتها في ضرب مواقع نووية عديدة في طهران؛ فجر الأحد 22 يونيو/حزيران 2025.
مضيق هرمز والغاز المسال القطري
توقع مقال لمحلل أسواق الطاقة في آسيا كلايد راسل، أن تستفيد صناعة الفحم من التوتر في منطقة الشرق الأوسط؛ إذ باتت الكهرباء المولدة من حرقه، أرخص من أهم مصادر التوليد الأخرى، وهو الغاز المسال.
وينصب الجزء الأكبر من التركيز في التداعيات المحتملة للصراع بين إسرائيل، والآن الولايات المتحدة، وإيران، على التهديد الذي يتعرض له النفط الخام ومشتقات النفط الذي يُشحن عبر مضيق هرمز.
ويمر الغاز المسال القطري عبر المضيق، في وقت تمثل الدوحة أكبر مصدر له عالميًا؛ ما يعني أن غيابه عن الأسواق قد يسبب ضغطًا على المعروض العالمي.
ورغم أنه لا وجود لأي معوقات أمام تدفق الغاز المسال القطري إلى الأسواق العالمية حتى الآن، لكن أي محاولة لإغلاق مضيق هرمز، أو توجيه ضربات للسفن في المضيق، ستنعكس على أسعار الغاز المسال في السوق الفورية في آسيا، وهي تمثل النسبة الكبرى من السوق.
وقفزت أسعار الغاز المسال المتجهة إلى شمال آسيا، الأسبوع الماضي؛ المنتهي في 20 يونيو/حزيران 2025، إلى 14 دولارًا للمليون وحدة حرارية بريطانية من 12.6 دولارًا في الأسبوع قبل الماضي، وهو الأعلى خلال 4 أشهر.
تقييم تدخل أميركا
قُيِّم ارتفاع الأسعار بسبب المخاوف بشأن تدفق الغاز المسال القطري إلى الأسواق، قبل توجيه الضربة الأميركية لـ3 مواقع نووية، وانخراط الولايات المتحدة في الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران، وهو ما قد يزيد التوتر، ويدفع أسعار الغاز المسال إلى مواصلة الارتفاع.
وقال كلايد راسل: "إنه حتى مع استقرار أسعار الغاز المسال عند المستوى المحقق الأسبوع الماضي، تظل غير تنافسية مع الفحم في اثنتين من أكبر الأسواق الآسيوية، هما اليابان وكوريا الجنوبية، واللتين قد تتحولان إلى الفحم بسبب هذه الأسعار".
ويأتي ارتفاع أسعار الغاز المسال وضعف تنافسيته مع الفحم، رغم زيادة أسعار الأخير إلى أعلى مستوى في 4 أشهر أيضًا في أستراليا.
وزاد سعر الفحم الحراري الأسترالي الذي يحتوي على طاقة تبلغ 6000 كيلو كالوري/كيلوغرام في ميناء نيوكاسل إلى 109.41 دولارًا للطن المتري في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو/حزيران 2025، وفقًا لبيانات "غلوبال كول"، ويعد الفحم الأسترالي، أكثر الأنواع استعمالًا في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
وأصبحت صادرات الغاز المسال القطري إلى آسيا مهددة، مؤخرًا، بسبب ارتفاع أسعارها، ومطالبات عملائها من الدول الآسيوية بخفض أسعار الإمدادات الجديدة على المدى الطويل؛ ما يعقّد المفاوضات في الآونة الأخيرة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن جهود قطر لبيع الغاز المسال من مشروع توسعة حقل الشمال تتعقّد بسبب مطالبة المشترين الصينيين والهنود بأسعار أقل وشروط أكثر ملاءمة.
وتعمل قطر على تنفيذ برنامج توسعة ضخم لتعزيز قدرتها التصديرية بنسبة 85% من المستويات الحالية بحلول عام 2030؛ لتصل إلى 142 مليون طن سنويًا، من نحو 77 مليون طن الآن.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
