تعمل صادرات النفط العراقي على إيجاد بدائل، حال إغلاق مضيق هرمز نتيجة التطورات الأخيرة في الحرب الإسرائيلية الإيرانية، التي شهدت قصفًا أميركيًا للمنشآت النووية الإيرانية.
وأكد وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، أن صادرات العراق وإنتاجه النفطي لم يتأثرا، بحسب التصريحات التي نقلتها قناة "الشرقية نيوز".
وتستمر صادرات النفط من شركة نفط البصرة من المواني النفطية، وفقًا للمعدلات الاعتيادية لحصة البلاد ضمن اتفاقية أوبك+، وفقًا لبيان صادر في 21 يونيو/حزيران 2025، ونشرته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وبلغ إنتاج العراق من النفط 3.930 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار 2025، ولم تتفوق عليه سوى السعودية في دول أوبك؛ إذ بلغ إنتاجها 9.183 مليون برميل يوميًا، بحسب التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدّرة للنفط الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تطوير حقول النفط العراقي
اضطر العراق إلى تأجيل تطوير بعض مشروعاته النفطية، لكن الصادرات والإنتاج ظلّا حتى الآن في موعدهما المحدد.
وأفاد مصدر في وزارة النفط العراقية بأن بعض المشروعات تأخرت بسبب توقف شركات الخدمات الإيرانية عن العمل، بحسب ما نقلته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global).
وفي تأكيده لتأجيل تطوير حقول النفط، صرّح وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، إلى صحيفة الشرقية نيوز، بأن استمرار إغلاق المجال الجوي العراقي بسبب النزاع حال دون دخول العمال إلى البلاد.
في 11 يونيو/حزيران 2025، أمرت وزارة الخارجية الأميركية موظفي الحكومة غير الأساسيين بمغادرة العراق، ودعت المواطنين الأميركيين إلى عدم السفر إليه.
وقال المتحدث باسم اتحاد صناعة النفط في كردستان، مايلز كاغينز: "تراقب شركات النفط العالمية الوضع الأمني عن كثب، وتعطي الأولوية لسلامة موظفيها مع استمرار عملياتها".
وقد جرى تعليق تدفقات النفط عبر خطوط الأنابيب عبر ميناء جيهان التركي منذ مارس/آذار 2023؛ لذا سعت شركات النفط في كردستان إلى بيع المزيد من النفط للسوق المحلية.
وصرّح مصدر يعمل في إحدى شركات خدمات النفط في كردستان بأن العمليات تسير بشكل طبيعي.
وأضاف: "لكنني سمعت أن الشركات تضع خططًا لأي حالات طارئة، مثل إصدار تأشيرة أو إقامة تركية للمغتربين لمغادرة البلاد إلى تركيا بالسيارة ثم العودة إلى بلادهم من هناك".
محطات الكهرباء في العراق
أوضح وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، أن جميع حقول النفط في البلاد تعمل بصورة طبيعية رغم الحرب الإسرائيلية الإيرانية، مشيرًا إلى مواصلة العمل على إنتاج الغاز من الحقول لتغذية محطات الكهرباء، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وصرّح المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، سابقًا، بأن صادرات الغاز الإيراني إلى العراق تُسهم في توليد نحو 30% من إمدادات الكهرباء في البلاد.
ولم ترد أي تقارير عن أي انقطاعات في إمدادات الغاز الإيراني إلى العراق خلال الصراع في الشرق الأوسط، إلا أن إيران دأبت على خفض صادراتها لتلبية الطلب المحلي؛ إذ قطعت إمدادات الغاز عن العراق في مايو/أيار؛ ما أدى إلى فقدان 3.5 غيغاواط من إمدادات الطاقة الكهربائية.
وفي أواخر مايو/أيار، وقبل أسابيع من الضربات الإسرائيلية على منشآت معالجة الغاز الإيرانية التي أوقفت مؤقتًا إنتاج 12 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز، توقعت وزارة الكهرباء العراقية تفاقم الوضع في يونيو/حزيران.
وصرّحت المديرة العامة لمنطقة الشرق الأوسط في شركة إف جي إي لاستشارات النفط والغاز (FGE) إيمان ناصري، بأن العراق استورد في مايو/أيار نحو 700 مليون قدم مكعّبة يوميًا من الغاز من إيران، وهو مستوى ظل مستقرًا تقريبًا حتى الآن في يونيو/حزيران.
ويُقدر استهلاك قطاع الكهرباء العراقي من الوقود بنحو 2.9 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز و285 ألف برميل يوميًا من السوائل في مايو/أيار، بما في ذلك 162 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود، وفقًا لتحليل "إف جي إي".
من المتوقع حدوث قفزة حادة في يونيو/حزيران؛ حيث قد يرتفع استهلاك السوائل لتوليد الكهرباء من 270 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود إلى 450 ألف برميل يوميًا، بافتراض استقرار استهلاك الغاز شهريًا، بحسب التحليل نفسه.
وقالت ناصري: "إذا توقفت واردات الغاز من إيران تمامًا، فسيحتاج العراق إلى نحو 230 ألف برميل يوميًا من السوائل الإضافية لتعويض النقص.. مع ذلك، لم يتمكن العراق تاريخيًا من تعويض نقص الغاز بالكامل بسبب اللوجستيات".
وتُقدّر ناصري أن وقف تدفق الغاز من إيران من المرجح أن يزيد من استهلاك العراق من السوائل لتوليد الكهرباء بما لا يزيد على 100 ألف برميل يوميًا؛ بما في ذلك نحو 60 ألف برميل يوميًا من زيت الوقود.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
