أخبار عاجلة
الإعلام وتزييف المعنى".. ورشة بـ"المصري ... -

فنانون مغاربة يواجهون "سطو الجزائر"

فنانون مغاربة يواجهون "سطو الجزائر"
فنانون مغاربة يواجهون "سطو الجزائر"

يشهد المشهد الفني المغربي حراكا لافتا لاستحضار الهوية الوطنية في الأعمال الغنائية المصورة، وسط تزايد اعتماد الفنانين على رموز الثقافة المغربية، من قفطان وزليج وديكور تقليدي، كتوقيع بصري ورسالة فنية تتجاوز حدود المتعة إلى تثبيت ملامح الانتماء، في خضم تصاعد الأصوات المحذرة من محاولات “السطو” على هذا الموروث من طرف الجارة الجزائر.

الفنانة دعاء اليحياوي، آخر المنضمات إلى هذا التوجه، طرحت مؤخرا أغنية “بلبالة”، التي اختارت عبرها أن توثق لطقوس عرس تقليدي مغربي في البادية، من خلال تصوير مشاهد مستوحاة من طقوس الزواج في القرى، مع الحرص على الظهور بالقفطان المغربي، في إطلالات تحمل توقيع الأصالة، وديكور يحاكي البيئة الريفية بكل تفاصيلها.

من جهته بصم الفنان زكرياء الغافولي أعماله الغنائية الأخيرة بحضور قوي للتراث المغربي، خاصة فيما يتعلق بالأعراس، إذ حرص على توظيف جميع العناصر البصرية والموسيقية التي تميز الاحتفالات التقليدية، من لباس ومواكب وديكور وآلات وإيقاعات مغربية خالصة، مما أكسب أعماله شعبية واسعة، وجعلها ترافق العديد من المناسبات العائلية.

أما سعد لمجرد فاختار منذ سنوات أن يكون التراث المغربي الأبرز في بصمته الفنية. إذ يحرص في معظم كليباته على دمج العناصر المغربية في قالب عصري يزاوج بين الحداثة والهوية، مما منحه إشعاعا عربيا ودوليا، وساهم في تصدير صورة إيجابية عن الثقافة المغربية لدى الجماهير الأجنبية.

بدورها انخرطت الفنانة منال بنشليخة في هذا التوجه الفني. إذ حرصت في عدد من كليباتها على مزج الحداثة بالموروث المغربي، من خلال توظيف أزياء تقليدية بلمسة عصرية، واستحضار عناصر من الديكور المغربي كالزرابي والألوان الترابية المميزة للمنازل العتيقة.

وتأتي هذه الخطوات في سياق ثقافي حساس، يتميز بتصاعد الجدل حول ما تعتبره أوساط مغربية “محاولات جزائرية لطمس الحدود بين الثقافتين”، من خلال نسب عناصر مثل القفطان، الزليج وحتى طقوس الأعراس إلى التراث الجزائري، وهو ما دفع فنانين مغاربة إلى الرد بطريقة فنية، تتجلى في التأكيد على الأصول المغربية لهذه العناصر عبر إنتاجات واسعة الانتشار.

وفي هذا الصدد، يرى مهتم بالشأن الثقافي، في حديث معه هسبريس، أن الفن لم يعد فقط وسيلة للترفيه، بل أصبح منصة لحماية التراث، ومجالا لتصحيح المفاهيم الثقافية التي يحاول البعض خلط أوراقها، مضيفا أن “اختيارات الفنانين اليوم ليست عفوية، بل تعكس وعيا جماعيا بأهمية الانتصار للهوية في زمن السطو الناعم.”

وبينما تتسابق منصات التواصل على توثيق ومشاركة هذه الإنتاجات، يبرز جيل جديد من الفنانين الشباب ممن يتعاملون مع القفطان، الزليج والأهازيج كجزء لا يتجزأ من مشروعهم الفني. وقد نتجت عن ذلك أعمال غنائية لا تعكس فقط موهبة فنية، بل روحا وطنية تدافع عن هوية مغربية عريقة.

وتحولت الأغنية المغربية بجيلها الجديد، تدريجيا، إلى جبهة ثقافية ناعمة تسعى من خلالها الأسماء الفنية إلى الحفاظ على التراث وتحصينه من السرقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تيسلا في خطر.. أنظمة القيادة الذاتية الصينية تسيطر على الأسواق (تقرير)
التالى ياسر حمدي يكتب: الرئيس عبدالفتاح السيسي.. و«مصر القوية»