أكد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، أن التصعيد الحالي بين إيران وإسرائيل يتجه بشكل متسارع نحو السيناريو الأسوأ، مشيرا إلى أن قدرة إيران على امتصاص الضربة الأولى والرد الفوري شكلت مفاجأة كبيرة للقيادة الإسرائيلية وللدوائر الغربية الداعمة لها.
وقال سالم في مقابلة مع برنامج "الحياة اليوم" المذاع على قناة "الحياة": "هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية للأزمة الحالية، أوّلها استمرار الوضع القائم من ضربات متبادلة دون حسم عسكري، وصولًا إلى إنهاك الطرفين وانتهاء الأمر بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، وهو السيناريو الأقل كلفة نسبيا".
وأضاف: "أما السيناريو الثاني، فيتمثل في التصعيد المتبادل وفقًا لحسابات القدرات والخسائر، وصولًا إلى نقطة التوازن أو الردع المتبادل، وهو السيناريو الأكثر ترجيحا".
وتابع: "إيران تعرضت لضربة مفاجئة شاركت فيها الولايات المتحدة من خلال خداع استراتيجي عالي المستوى امتد إلى مشاركة مباشرة من القيادة الأمريكية نفسها".
وواصل: "في أي دولة أخرى، كانت هذه الضربة كفيلة بشل القيادة وخلخلة منظومة القرار، إلا أن إيران تمكنت من استعادة تماسكها وبدأت توجيه ضربات مركزة ومؤثرة ضد إسرائيل".
وذكر: "بدأت الضربة باستهداف قيادات عسكرية إيرانية وعلماء في المجال النووي، وكان من المتوقع أن تفقد طهران توازنها الاستراتيجي، إلا أن المفاجأة كانت في قدرة النظام الإيراني على امتصاص الضربة والرد السريع والمؤلم على إسرائيل".
وأكمل: "نقطة الألم الكبرى لإسرائيل ليست في الخسائر العسكرية أو تدمير البنى التحتية، بل في الخسائر البشرية، وهو ما ظهر جليا في ردة الفعل الغاضبة داخل الشارع الإسرائيلي، كما حدث مع وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي تعرض لهجوم شعبي في أحد الشوارع حين قال لم نتوقع هذا الرد من إيران".
واختتم: "إيران فاجأت إسرائيل، لم يكونوا يتوقعوا أن إسرائيل تستطيع استعادة توازنها وأن تكيل لهم الضربات التي اثرت على المجتمع الإسرائيلي ودفع إسرائيل إلى فرض تعتم معلوماتي لم يحدث في أي دولة أخرى من قبل".
