باول يحذّر من المبالغة في رهانات خفض الفائدة وسط توجه تشددي للفيدرالي وتضخم متصاعد

رئيس الاحتياطي الفيدرالي

في ظل استمرار الضغوط التضخمية وعدم اليقين بشأن المسار الاقتصادي، حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي من الإفراط في الاعتماد على التوقعات المتعلقة بأسعار الفائدة، مؤكدًا أن القرارات المستقبلية ستعتمد بشكل كامل على البيانات الاقتصادية، وفي مقدمتها مؤشرات التضخم التي لا تزال تشهد تقلبات.

جاءت تحذيرات باول في وقت حافظ فيه الفيدرالي على توقعاته بخفض الفائدة مرتين خلال العام، مشيرًا إلى أن هذا السيناريو قد يتغير إذا ما استدعت المعطيات الاقتصادية ذلك، كما تأتي في سياق توجه متزايد داخل الفيدرالي نحو تشدد أكبر في السياسة النقدية، مع تباين واضح بين أعضاء المجلس حول مدى الحاجة إلى خفض الفائدة في المدى القريب.

وبينما يرى بعض المسؤولين أن خفضًا تدريجيًا لا يزال مبررًا، فإن عددًا متزايدًا منهم بات يفضّل تثبيت الفائدة عند مستوياتها الحالية، في ظل توقعات بارتفاع معدلات التضخم والبطالة وتباطؤ النمو خلال الفترة المقبلة.

أسعار الفائدة الفيدرالية

حذّر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، يوم الأربعاء، من الاعتماد المفرط على التوقعات الرسمية بشأن مسار أسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن القرارات المستقبلية ستبقى مرهونة بتطورات الاقتصاد، لا سيما بيانات التضخم، التي ما زالت محط أنظار صانعي السياسة النقدية.

وقال باول، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع لجنة السياسة النقدية: "لا أحد يتبنى هذه المسارات المتوقعة لأسعار الفائدة بثقة كبيرة، والمسار المستقبلي سيعتمد بالكامل على البيانات التي ترد إلينا".

وأضاف: "سواء من قبل الاحتياطي الفيدرالي أو المحللين الخارجيين، هناك توقعات بظهور معدلات تضخم مرتفعة نسبيًا في الأشهر المقبلة، وعلينا أن نأخذ ذلك في الحسبان عند تحديد خطواتنا المقبلة".

توجه تشددي رغم سيناريوهات الخفض

أظهرت توقعات الفيدرالي التي نُشرت في تقريره الفصلي الصادر الأربعاء، ميلاً أكبر نحو التشدد في السياسة النقدية، رغم التقديرات التي تشير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين خلال عام 2025.

ورغم ذلك، تعمق الانقسام داخل المجلس بشأن السياسة المستقبلية، إذ بات عدد متزايد من المسؤولين لا يتوقعون أي خفض هذا العام. فمن بين 19 مسؤولًا، يرى ثمانية منهم أن أسعار الفائدة ستنخفض إلى نطاق 3.75%–4.00% قبل نهاية 2025، في حين أيد اثنان خفضًا إضافيًا بمقدار ربع نقطة مئوية.

في المقابل، ارتفع عدد المسؤولين الذين يفضلون الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير إلى سبعة، مقارنة بأربعة فقط في مارس الماضي، بينما رأى اثنان أن خفضًا واحدًا فقط سيكون كافيًا.

توقعات الفائدة الفيدرالية 2025

بالنظر إلى العام المقبل، ارتفع متوسط التوقعات بشأن أسعار الفائدة إلى 3.6% بنهاية 2025، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 3.4%، ما يعكس تشددًا نسبيًا في التوجهات وتخوفًا من استمرار الضغوط التضخمية.

وقد أبقت لجنة السوق المفتوحة، بالإجماع، على أسعار الفائدة في نطاقها الحالي بين 4.25% و4.50%، ويشير ملخص التوقعات الاقتصادية لشهر يونيو إلى مراجعة بالارتفاع لكل من معدلي التضخم والبطالة، مقارنة بتقديرات مارس، في ظل تأثيرات متوقعة لسياسات تجارية أعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب، شملت تعريفات جمركية واسعة سرعان ما تم التراجع عن بعضها.

تضخم مرتفع وبطالة متزايدة

يتوقع مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن يصل التضخم، وفق مقياس الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، إلى 3.0% بحلول نهاية هذا العام، قبل أن ينخفض إلى 2.4% في 2025، أما التضخم الأساسي، الذي يُعد مؤشرًا استشرافيًا رئيسيًا، فمن المتوقع أن يبلغ 3.1% خلال العام الجاري.

في الوقت نفسه، توقع الفيدرالي تباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.5% هذا العام، مقارنة بالتقدير السابق البالغ 4.4%.