القديس مار اقلاديوس الأمير .. في مثل هذا اليوم، استُشهِد القديس الجليل مار أقلاديوس الأمير، ابن أبطلماوس شقيق الملك نوماريوس (وكان ابن نوماريوس هو الشهيد يسطس، وحفيده أبالي، وزوجته ثؤكليا). تُذكر سيرته في اليوم العاشر من شهر أمشير. كان
أقلاديوس محبوبًا من جميع أهل أنطاكية نظرًا لجماله وشجاعته، ومن شدّة حبهم له صنعوا له صورة وعلّقوها على مدخل المدينة. عندما أثار الإمبراطور دقلديانوس اضطهادًا للمسيحيين، قرر القديس بالتعاون مع ابن خالته الأمير مار بقطر بن رومانوس، الملقب بتاج الشهداء، أن يقدِّما حياتهما من أجل المسيح.

سيرة القديس مار اقلاديوس الأمير
أثناء طريقهما إلى مواجهة الملك، ظهر لهما الشيطان بشكل شيخ مسنّ، محاولًا إقناعهما بالعدول عن قرارهما قائلًا: “أنتما شابان من النبلاء، فلا تغامرا بمصيركما
أمام هذا الملك الكافر. إن أمركما بالسجود للأوثان، افعلا ذلك ظاهريًا، وفي خلوتكما عبدا المسيح”. لكنهما أدركا خداعه وطرداه بقوة الإيمان، فتحوّل شكله وهددهما بتحريض الملك ضدهما.

القديس مار اقلاديوس الأمير
عندما مثل القديس مار اقلاديوس الأمير أمام الملك، حاول استمالته بوعدٍ بإعطائه منصب والده مقابل أن يقدم البخور للأوثان. وبعد تجاهله لهذا العرض، أشار الوزير رومانوس بنفيه بعيدًا عن أنطاكية خشية إثارة الشعب. أُرسل
أقلاديوس إلى مصر تحت حراسة ستة جنود وبتوجيه إلى الوالي إريانا في أنصنا، الذي طُلب منه محاولة استمالته أو تعذيبه إن لزم الأمر. وحين كان يغادر المدينة، تجمع الناس ليودعوه بالدموع والحب، وفي تلك اللحظة، طلب منه رجل أعمى
الصلاة ليشفى. فصلّى أقلاديوس ورسمه بعلامة الصليب، فاستعاد الأعمى بصره وسط فرحة الجميع. ودّعهم القديس مباركًا إياهم، طالبًا منهم الاهتمام بخلاص نفوسهم.

القديس مار اقلاديوس الأمير سلّم أمواله لتوزيعها على الفقراء
قبل مغادرته المدينة، سلّم أمواله إلى زوج أخته لتوزيعها على الفقراء. وعندما وصل إلى مصر اكتشف الجنود أن الوالي إريانا كان خارج أنصنا للبحث عن
المسيحيين في عدة مناطق. في طريقهم إلى أسيوط، توقفوا للراحة في قرية ميسارة حيث التقى أقلاديوس بشابين، أبامون وسرنا، اللذين كانا يبحثان عن الوالي ليشهدان للمسيح. بعدما تعرفا إليه فرحا جدًا وصارت بين الثلاثة أحاديث حول عظمة الله.
في أسيوط، استقبله الوالي بترحيب لكنه حاول إقناعه بتقديم البخور للأوثان. ومع رفضه، أمر باعتقاله مع الشابين. وفي صباح اليوم التالي، أمر بتعذيب أبامون
بالنار على سرير من الحديد المشتعل. ما أثار اندهاشه أن الجنود الستة المرافقين لأقلاديوس أعلنوا إيمانهم بالمسيح قائلين إن أميرهم أرشدهم إلى الملك الحقيقي يسوع المسيح. أمر الوالي بقطع رؤوس الجنود الستة فيما شجعهم أقلاديوس معلنًا فرحه بنوالهم الإكليل السماوي.

الترتيل والتسابيح بين المسيحيين
وفي السجن، استمرت الترتيل والتسابيح بين المسيحيين كمجموعتين تتبادلان الألحان الروحية. عند رؤية هذا المشهد المؤثر ازداد عدد المؤمنين المتقدمين لنيل الاستشهاد، ومن بينهم عدد من الأطفال الذين جاءوا برفقة معلمهم وأمهاتهم. سألهم الوالي عن والديهم فأجابوا بأن الله هو أبوهم والكنيسة هي أمهم. تم إلقاء الأطفال وأمهاتهم في النار في 22 بشنس، بينما استمرت الابنة تكلا والمرافقون يشهدون بإيمانهم.
استشهاد القديس مار اقلاديوس الأمير
في النهاية تم رفع مار أقلاديوس على خشبة وضُرب بحربة حتى أكمل شهادته ونال إكليل المجد. حزن العديدون على وفاته، وتم نقل جسده مع رفات القديس مار بقطر إلى أنطاكية حيث بقيا حتى نهاية الاضطهاد.