كشف لماذا غير الدولار الأميركي في تحول غير متوقع عكس سعر صرف الدولار اتجاهه أمام الجنيه المصري ليبدأ رحلة هبوط بعد موجة صعود قوية شهدتها نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع السريع خاصة في ظل تزايد المخاوف من تداعيات الصراع الإسرائيلي الإيراني على اقتصاد المنطقة.
كشف لماذا غير الدولار الأميركي
شهدت تعاملات اليوم تراجعًا ملموسًا في قيمة الدولار الأمريكي حيث انخفض متوسط سعره بنحو خمسة وثلاثين قرشًا داخل البنوك المصرية ليسجل حوالي 50.32 جنيه مقارنة بمستوى 50.67 جنيه الذي وصل إليه يوم أمس الأحد، وهذا التراجع يأتي بعد قفزة بلغت نسبتها حوالي اثنين بالمئة خلال يومي الخميس والأحد الماضيين.

آلية العرض والطلب تحكم السوق
يخضع سعر الصرف في مصر بشكل كامل لآلية العرض والطلب وفقًا لسياسة سعر الصرف المرن التي يتبناها البنك المركزي المصري، ففي حالة زيادة الطلب على العملة الأجنبية مع شح في المعروض يرتفع سعر الدولار والعكس صحيح، وهذا ما يفسر التقلبات اليومية التي يشهدها السوق والتي تعكس تفاعل القوى الاقتصادية المختلفة.

هدوء المستثمرين الأجانب يغير المعادلة
أرجع مصرفيون وخبراء اقتصاديون هذا التراجع المفاجئ إلى هدوء وتيرة خروج المستثمرين الأجانب من أدوات الدين المصرية من أذون وسندات الخزانة، حيث أن الضغط البيعي الذي شهده السوق يومي الخميس والأحد مدفوعًا بمخاوف تصاعد التوترات الإقليمية أدى إلى زيادة الطلب على الدولار وبالتالي ارتفاع سعره، ومع هدوء موجة الخروج عاد الجنيه ليتعافى مجددًا.

تأثير الأموال الساخنة
يعد الاستثمار الأجنبي في أدوات الدين الحكومية أحد موارد النقد الأجنبي المهمة ولكنه يتسم بحساسيته الشديدة للأحداث العالمية والمحلية ولذلك يطلق عليه “الأموال الساخنة” نظرًا لسهولة وسرعة خروجه من السوق مما قد يسبب ضغوطًا كبيرة ومفاجئة على سعر الصرف، وتتفاوت تداعيات خروج هذه الأموال من دولة لأخرى حسب قوة اقتصادها وحجم الفجوة التمويلية لديها.