أخبار عاجلة

حقل أورينغوي.. قصة أكبر اكتشاف للغاز في روسيا عمره 59 عامًا

حقل أورينغوي.. قصة أكبر اكتشاف للغاز في روسيا عمره 59 عامًا
حقل أورينغوي.. قصة أكبر اكتشاف للغاز في روسيا عمره 59 عامًا

يرمز حقل أورينغوي العملاق للغاز الطبيعي إلى الثروة الضخمة والهائلة التي تمتلكها موسكو من موارد الطاقة، لا سيما أنه أكبر حقل غاز في روسيا، بجانب كونه واحدًا من أكبر الحقول على مستوى العالم.

وتشير بيانات حقول النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى أن حقل الغاز العملاق يُعد محركًا رئيسًا للصناعات المحلية، بجانب كونه واحدًا من أهم مصادر صادرات روسيا من الغاز الطبيعي.

ويتجه الغاز الروسي المنتج من حقل أورينغوي العملاق إلى مختلف دول العالم، وتستعين به كثير من دول أوروبا وآسيا لمواجهة أزمة الطاقة، على الرغم من تراجع الإمدادات من موسكو بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد حقل أورينغوي للغاز نموذجًا للتطور التقني والاقتصادي معًا، لا سيما أنه يُسهم بصورة واضحة في تعزيز دور روسيا بصفتها مؤثرًا ولاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية، ويدعم وضعها في مقدمة قائمة المصدرين.

وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)، إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.

معلومات عن حقل أورينغوي

كشفت أبرز المعلومات عن حقل أورينغوي للغاز الطبيعي في روسيا، إلى أنه اكتشف في عام 1966، وذلك خلال عمليات تنقيب أجرتها بعض الشركات التابعة لحكومة روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) للوصول إلى بعض موارد الطاقة في سيبيريا.

وجاء اكتشاف الحقل العملاق في وقت امتاز فيه بكثافة أعمال التنقيب، وذلك بسبب الحاجة الملحة حينها إلى تعزيز قدرات موسكو من الناحيتَيْن الاقتصادية والطاقوية، لذلك كانت الحكومة تجري كثيرًا من الدراسات الجيولوجية وأعمال المسح للوصول إلى احتياطيات كبيرة.

وعند اكتشافه، أظهر حقل أورينغوي أنه يحتوي على احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي، وهو ما دفع الحكومة السوفيتية -حينها- إلى وضعه في مقدمة أولوياتها للتطوير والتنمية، وهو ما أسهم في إدخاله على خط الإنتاج التجاري في عام 1978.

حقل أورينغوي في روسيا
حقل أورينغوي في روسيا - الصورة من منصة روجتيك الروسية

ويقع حقل أورينغوي في منطقة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم، التي تُعد جزءًا من سيبيريا الغربية، كما أنه يمتد على مساحة شاسعة تغطي أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع، في منطقة معروفة بمناخها القاسي، إذ تنخفض درجات الحرارة بأكثر من 25 درجة تحت الصفر خلال فصل الشتاء.

ويمثّل هذا المناخ القاسي تحديًا كبيرًا بالنسبة إلى الحكومات التي سعت إلى إنشاء البنية التحتية للحقل وتطويرها، ولكنه لم يمنع من تمكن الدولة من استغلاله، وذلك بفضل تقنيات متقدمة ومرافق دعم لوجستي قوية تمكنت من توفيرها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويتميّز حقل أورينغوي بقدرته على تلبية احتياجات روسيا من الغاز الطبيعي، وكذلك تلبية جزء من احتياجات قارة أوروبا من الطاقة، إذ إنه منذ اكتشافه أصبح محورًا لإستراتيجيات الطاقة الوطنية ومساهمًا كبيرًا في إيرادات موسكو.

احتياطيات حقل أورينغوي

تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن احتياطيات حقل أورينغوي للغاز الطبيعي في روسيا، تبلغ ما يزيد على 10 تريليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يجعله ثاني أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم بعد حقل بارس الجنوبي في إيران.

بالإضافة إلى ذلك، يضم الحقل الغازي العملاق كميات كبيرة من المكثفات والغازات المصاحبة، وهو ما يعزّز قيمته الاقتصادية، إذ إن هذه الاحتياطيات الهائلة جعلته مصدرًا رئيسًا لتوريد الغاز الطبيعي للأسواق المحلية والعالمية.

الغاز الروسي عبر خطوط الأنايب

وفيما يتعلق بالإنتاج، فقد شهد حقل أورينغوي، منذ بدء استغلاله تجاريًا في عام 1978، إنتاج نحو 300 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي، وفق بيانات الاحتياطيات والإنتاج العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتمكّنت روسيا من تحقيق استقرار في معدلات الإنتاج على مدى سنوات طويلة، بفضل التقنيات المتطورة التي استغلتها في تطوير الحقل، على الرغم من وجود تحديات تتعلق بالنضوب الطبيعي لبعض الآبار، وهو ما جعلها تحافظ على الحقل بصفته واحدًا من أهم مصادر الغاز الطبيعي المُصدّر إلى أوروبا وآسيا.

وبفضل هذا الاستغلال الرشيد، يؤدي حقل أورينغوي دورًا حيويًا في دعم اقتصاد روسيا، ليصبح مصدرًا رئيسًا للعملاقة الأجنبية، كما يوفر إيرادات كبيرة لميزانية الدولة، وذلك من خلال الضرائب والعائدات، بخلاف توفيره آلاف الوظائف.

تطوير حقل أورينغوي

مرت عملية تطوير حقل أورينغوي بعدد من المراحل الرئيسة، التي كانت المرحلة الأولى منها بين عامي 1966 و1980، وتضمنت عمليات الاستكشاف وبناء البنية التحتية الأساسية للحقل، بما في ذلك الآبار وشبكات النقل.

وكانت المرحلة الثانية بين عامي 1980 و2000، وتضمنت توسيع نطاق الإنتاج وايتعمال تقنيات جديدة لتحسين كفاءة الاستخراج والإنتاج، بما يكفل زيادة حجم إنتاج الحقل، ومن ثم زيادة حجم صادرات الغاز الروسي إلى مختلف الأسواق حول العالم.

أما المرحلة الثالثة، فكانت بين عامي 2000 و2024، وركزت على تطوير تقنيات الحفر في الطبقات العميقة وتحسين استدامة العمليات في ظل النضوب الجزئي لبعض المناطق، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أن حقل أورينغوي يُدار من جانب شركة غازبروم الروسية العملاقة، وهي واحدة من أكبر الشركات في العالم، التي تضخ استثمارات ضخمة لتطوير الحقل وتعزيز ودعم بنيته التحتية والتقنيات الحديثة المستعملة فيها.

شركة غازبروم الروسية
شركة غازبروم الروسية - الصورة من مال نيوز

وسبق، في مرحلة ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، أن أسهمت بعض الشركات العالمية، مثل "شل" و"توتال إنرجي" الفرنسية، في تطوير الحقل، ولكنها أعلنت انسحابها قبل 3 سنوات مع اندلاع الحرب، ضمن جهود دولية استهدفت حصار موسكو اقتصاديًا.

وعلى الرغم من ذلك، فإن حقل أورينغوي ما يزال مصدرًا رئيسًا لواردات كثير من الدول من الغاز الطيبعي، كما يمثّل رمزًا لاستفادة موسكو من مواردها العملاقة، بجانب تعزيز مكانتها بصفته قوة ضاربة في سوق الطاقة العالمية.

نرشّح لكم..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إعلام إسرائيلي : تقديرات أن الولايات المتحدة ستنضم للحرب ضد إيران هذه الليلة
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية