وسط موجة من الاضطرابات الجيوسياسية التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، تظهر أسواق المال العربية قدرة ملحوظة على الصمود، مدفوعة بحذر المستثمرين واستراتيجيات التكيّف السريع مع المستجدات.
تصعيد سياسي وأمني انعكس بشكل مباشر على أداء الأسواق المالية
وفي هذا السياق، تناول الخبير الاقتصادي باسم أبو غنيمة خلال مشاركته في برنامج "اقتصاد وأسواق" المذاع عبر قناة "أزهري"، ملامح المشهد الراهن في البورصات العربية، مع التركيز على السوق المصري.
أبو غنيمة أوضح أن ما تشهده المنطقة من تصعيد سياسي وأمني انعكس بشكل مباشر على أداء الأسواق المالية، التي واجهت ضغوطاً بيعية ملحوظة، لا سيما في البورصة المصرية.
ورغم ذلك، أظهرت مؤشرات التداول مقاومة لافتة، حيث تمكن المؤشر الرئيسي من الحفاظ على نقطة دعم حيوية عند مستوى 31000 نقطة، في دلالة على صلابة نسبية في سلوك السوق وتماسك القوى الشرائية رغم الظروف المحيطة.
التحركات المتذبذبة في سعر الدولار الأمريكي
وفيما يتعلق بتأثير أسعار صرف العملات، أشار أبو غنيمة إلى أن التحركات المتذبذبة في سعر الدولار الأمريكي باتت أحد العوامل المؤثرة بعمق في قرارات المستثمرين، فارتفاع الدولار، وإن كان يدفع بأسعار بعض الأسهم نحو الصعود، إلا أنه يزرع حالة من الترقب والقلق في الأوساط المالية، نظراً لتأثيره المباشر على كلفة الواردات، والسيولة المتاحة، فضلاً عن موازنات الشركات الكبرى.
أما على مستوى الأسواق الخليجية، فقد تطرق أبو غنيمة إلى حالة من التفاؤل النسبي سادت بورصة أبوظبي، التي نجحت في تجاوز تأثير الصدمة النفسية المرتبطة بالأحداث الجارية، مسجّلة ارتفاعاً ملموساً بنسبة 2.2% عند إغلاق مؤشرها عند 9584 نقطة، وهذا الأداء الإيجابي عُدّ مؤشراً على مرونة السيولة وعودة جزء من ثقة المستثمرين، ولو بشكل حذر.
وفي دبي، أظهر السوق المالي إشارات تعافي تدريجية، بعد فترة من التراجعات الحادة، مدفوعاً بعودة بعض القوى الشرائية إلى المشهد، في ظل استيعاب تدريجي للوضع الإقليمي.
الأسواق العربية ستبقى عرضة لتأثير المتغيرات السياسية في محيطها
واختتم الخبير الاقتصادي مداخلته بالتأكيد على أن الأسواق العربية ستبقى عرضة لتأثير المتغيرات السياسية في محيطها، مما يفرض على المستثمرين والإدارات المالية مراقبة دقيقة للأوضاع، واعتماد استراتيجيات مرنة تتيح التعامل مع أي سيناريو محتمل دون الوقوع في فخ الذعر أو القرارات العشوائية.