قررت شركة عملاقة التخلي عن مشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا، بعد ارتفاع تكلفة الإنشاء بنحو 50%، واتجهت إلى التركيز على نشاطها في مجال الغاز.
وقالت شركة "إيه بي إيه غروب" APA Group ، المُدرجة في بورصة أستراليا، إنها قررت الانسحاب من مناقصات تطوير أكبر مشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في البلاد.
وأعلنت نيّتها التركيز على المشروعات "التكميلية" المرتبطة بمحفظة أصولها الحالية، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
و"إيه بي إيه" هي أكبر مالك لخطوط نقل الغاز في أستراليا، لكنها تمتلك بعض أصول نقل الكهرباء الوطنية، متضمنة الخط البحري "باسلينك"، الذي يبلغ طوله 370 كيلومترًا، والذي يعمل بين مدينة "لوي يانغ" في فيكتوريا و"جورج تاون" في تاسمانيا.
مذكرة تفاهم مهمة
في أواخر عام 2023، وقّعت شركة "إيه بي إيه" -عملاقة الطاقة- مذكرة تفاهم مهمة مع شركة "إي دي إف غروب" الفرنسية EDF Group، لاستكشاف فرص التعاون بمشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا، التي تُنفَّذ من خلال خطة تحول الطاقة في أستراليا.
وأشارت مذكرة التفاهم إلى مشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا، من منطقة الطاقة المتجددة في مقاطعة نيو إنغلاند وفيكتوريا إلى مقاطعة نيو ساوث ويلز.
وأعلنت الشركتان خلال فعالية توقيع مذكرة التفاهم، أنها ستتيح لهما "الاستفادة من خبراتهما في امتلاك وتشغيل أصول البنية التحتية للطاقة المهمة، ما يُتيح لهما فرصة جذابة عند تقديم عطاءات لمشروعات نقل كهرباء جديدة".

غير أن "إيه بي إيه" أكدت صحة شائعات ترددت من قبل، اليوم الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، بأنها لم تعد مهتمة باكتشاف فرص في مجال نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا.
وأوضحت أنها ستركّز اهتمامها في ناحية أخرى، منها العمل على خطة توسيع شبكة غاز الساحل الشرقي التي تستغرق 5 سنوات، والتي أعلنتها الشركة في فبراير/شباط الماضي، إضافة إلى مشروعات التخزين الجديدة في الأسواق الجنوبية.
وقال المتحدث الرسمي للشركة في بيان مُرسَل بالبريد الإلكتروني للصحفيين، اليوم: "إنه بعد مراجعة إستراتيجية المشاركة في مشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا، اتخذت قرار ألّا تفعل ذلك".
وأضاف: "ومع ذلك، تُواصل الشركة الالتزام بإستراتيجية النمو لديها في فرص مهمة في مجال توليد الكهرباء ونقل الغاز وتخزين الطاقة ومحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالغاز، إضافة إلى فرص نقل الكهرباء التكميلية".
ارتفاع التكلفة
أدى ارتفاع تكلفة مشروعات نقل كهرباء الطاقة المتجددة في أستراليا بنسبة 50% إلى تراجع شركة "إيه بي إيه" عن مشروعات كانت تعتزم المشاركة فيها مع شركة "إي دي إف" الفرنسية، وفق مذكرة تفاهم موقّعة بينهما لهذا الغرض.
وشهدت بعض مشروعات نقل الكهرباء قيد الإنشاء في أستراليا ارتفاعًا حادًا مؤخرًا.
ورغم ذلك ما تزال عملاقة الطاقة الأسترالية مهتمة بمشروع "إيست بيلبارا نتوورك"، وهو خط نقل كهرباء للاستعمال المشترك "من المنجم إلى الميناء"، يربط محطتي الطاقة التابعتين لها في ميناء هيدلاند ونيومان، وممر بوروب (موروجوغا).
والمشروع هو جزء من خطة أوسع لتوحيد شبكات طاقة شركات تعدين الحديد العملاقة، إذ تسعى المنطقة إلى التحول السريع إلى الاعتماد على الطاقة المتجددة بدلًا من الغاز والديزل.
ومن بين شركات الحديد التي تستهدف تحقيق الحياد الكربوني بمناجمها في بيلبارا بحلول عام 2030، "فورتسيكو" المملوكة للملياردير الأسترالي أندرو فورست.
وتترقب فورتسيكو الحصول على تراخيص بناء أكبر مزرعة رياح في أستراليا، في إطار جهود تحقيق الحياد الكربوني بصناعة تعدين المعادن.
وتبلغ قدرة مزرعة الرياح نحو 2.1 غيغاواط، وستُلحَق ببطارية تخزين طاقة، لتسهم في إلغاء استعمال الوقود الأحفوري من عملياتها التشغيلية لمنجم الحديد العملاق التابع لها "بيلبارا".
و"إيه بي إيه" ليست بعيدة تمامًا عن الطاقة المتجددة، إذ تدير مشروع ميناء "هيدلاند" للطاقة الشمسية والتخزين، بقدرة تبلغ 45 ميغاواط، وتخزين بقدرة 36.7 ميغاواط/ساعة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: