وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقًا مع المملكة المتحدة اليوم الثلاثاء، 17 يونيو 2025، يقضي بخفض بعض الرسوم الجمركية على السلع البريطانية المصدرة إلى السوق الأمريكية، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا لإطلاق مفاوضات اتفاق تجاري شامل بين الجانبين، في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعد تجميد مفاوضات مماثلة خلال الإدارة السابقة.
تفاصيل الاتفاق
وبحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز، يشمل الاتفاق تخفيضات جمركية على عدد من السلع البريطانية الصناعية والزراعية، من أبرزها منتجات السيارات، وبعض المعدات الهندسية، ومشروبات كحولية مثل الويسكي الاسكتلندي، الذي كان محل خلاف تجاري منذ عام 2020.
في المقابل، ستُمنح الصادرات الأمريكية مثل معدات التكنولوجيا الطبية وبعض المنتجات الزراعية معاملة تفضيلية في السوق البريطانية، وفق مصادر دبلوماسية بريطانية مطلعة على مضمون الاتفاق.
دلالات وتوقيت الاتفاق
يمثل هذا الاتفاق أول تقدم ملموس في العلاقات التجارية بين واشنطن ولندن منذ أكثر من 4 سنوات، ويأتي في توقيت حرج يتسم بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وسعي الحلفاء الغربيين لتعزيز تحالفاتهم الاقتصادية والأمنية.
كما يُعد الاتفاق رسالة سياسية واقتصادية مزدوجة:
سياسيًا: يعزز العلاقة "الخاصة" بين البلدين، ويدعم صورة الرئيس ترامب قبيل الانتخابات، كقائد يُعيد رسم ملامح الشراكات الدولية لصالح واشنطن.
اقتصاديًا: يفتح الباب أمام زيادة التبادل التجاري بين الاقتصادين، ويُعزز موقف بريطانيا دوليًا كقوة تجارية مستقلة بعد البريكست.
ردود فعل الأسواق
سجّلت الجنيه الإسترليني ارتفاعًا طفيفًا أمام الدولار بعد إعلان الاتفاق، فيما رحّبت غرف التجارة والصناعة في كلا البلدين بالخطوة، واعتبرتها "إشارة إيجابية" على بداية انفتاح أكبر في السياسات التجارية المشتركة، وسط دعوات للمضي قدمًا نحو اتفاق شامل يغطي الخدمات المالية والرقمية.
تحديات المرحلة المقبلة
ورغم الأجواء الإيجابية، إلا أن خبراء التجارة الدولية حذروا من أن الطريق لاتفاق شامل لن يكون سهلاً، بسبب اختلاف المواقف حول قضايا مثل:
المواصفات الزراعية والمعايير البيئية
تنظيم الخدمات الرقمية والضرائب
حقوق الملكية الفكرية
حماية الأسواق المحلية
كما لا تزال هناك معارضة داخل الكونغرس الأمريكي لأي اتفاق لا يضمن مصلحة المزارعين والعمال الأمريكيين، في حين تواجه الحكومة البريطانية تحديات داخلية بشأن حماية قطاعات حساسة من المنافسة الأمريكية.
نظرة مستقبلية
الاتفاق الجمركي الجديد يُمثّل خطوة استراتيجية تعكس تنامي التوجه نحو التحالفات الثنائية بدلًا من التكتلات متعددة الأطراف، في عالم يتغير فيه المشهد الجيوسياسي والتجاري بسرعة. وتبقى الأنظار موجهة نحو جولات المفاوضات المقبلة التي قد ترسم ملامح واحدة من أكبر الشراكات التجارية عبر الأطلسي في السنوات القادمة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.