ارتفعت أسعار النفط خلال التداولات الآسيوية صباح اليوم الثلاثاء، 17 يونيو 2025، بدعم من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، عقب تحذيرات أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران، في ظل استمرار المواجهات بين إسرائيل وإيران، ما أثار المخاوف بشأن احتمالية تعطل إمدادات النفط في المنطقة.
وجاءت هذه التحركات في وقت نفت فيه الإدارة الأمريكية أي نية للتدخل العسكري المباشر في الصراع القائم، مؤكدة تمسكها بمسار "الدبلوماسية الحازمة"، ما أضفى قدرًا من التوازن على الأسواق التي بدأت تتفاعل بقوة مع كل تطور في الأزمة.
تفاصيل السوق وتحركات الأسعار
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1.2% لتتداول قرب 92.80 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة 1.4% ليقترب من 89.10 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع المكاسب جزئيًا مع صدور التصريحات الأمريكية الرسمية التي هدّأت من حدة التوتر.
ويُذكر أن أسعار النفط كانت قد ارتفعت بأكثر من 6% منذ اندلاع المواجهات قبل نحو أسبوع، وسط توقعات بأن يؤدي تصعيد أوسع في المنطقة إلى تعطيل شحنات النفط من الخليج العربي، لا سيما عبر مضيق هرمز الذي تمر منه نحو ثلث إمدادات النفط المنقولة بحرًا عالميًا.
دلالات التحرك الأمريكي
يأتي تحذير ترامب في إطار التصعيد السياسي المدروس، حيث حذر طهران من "عواقب كارثية" إذا ما توسعت الهجمات لتشمل مصالح أمريكية أو حلفاء في المنطقة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن واشنطن لا تسعى لحرب جديدة في الشرق الأوسط، لكنها سترد "بقوة ساحقة" إذا فُرضت عليها المواجهة.
وفي الوقت نفسه، أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي "يراقب الوضع عن كثب"، وتم رفع مستوى التأهب لبعض القواعد العسكرية في البحرين وقطر، دون إصدار أوامر بعمليات هجومية.
التأثير على السوق والطاقة العالمية
رغم أن ارتفاع الأسعار كان محدودًا نسبيًا، فإن الأسواق ما تزال شديدة الحساسية لأي تصعيد في الشرق الأوسط، الذي يُعد شريانًا رئيسيًا لإمدادات الطاقة العالمية. وتشير التقديرات إلى أن أي هجوم مباشر على البنية التحتية النفطية في إيران أو الخليج، قد يرفع أسعار النفط إلى ما فوق 110 دولارات للبرميل في الأجل القصير.
وفي هذا السياق، حذّر خبراء الطاقة من أن الأسواق لا تتحمّل أزمة ممتدة في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي ومخاوف ركود في عدد من الاقتصادات الكبرى، وهو ما يجعل أسعار الطاقة عنصرًا حاسمًا في معادلة الاستقرار العالمي.
نظرة مستقبلية:
أي تصعيد ميداني جديد بين إيران وإسرائيل، خاصة إذا ما شمل مناطق إنتاج أو تصدير نفط، قد يدفع الأسعار لموجات ارتفاع أكبر.
استمرار الحياد الأمريكي العسكري، مقابل التهديدات الكلامية، سيُبقي الأسعار متذبذبة لكنها دون انفجارات سعرية حادة.
عودة المفاوضات النووية أو أي اختراق دبلوماسي قد يهدّئ الأسواق سريعًا ويضغط على الأسعار نحو التراجع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
