أخبار عاجلة

"فنون البوغاز" تنشط مدينة طنجة

"فنون البوغاز" تنشط مدينة طنجة
"فنون البوغاز" تنشط مدينة طنجة

مستفيدة من فرادة موقعها الاستراتيجي الذي يعانق مضيق جبل طارق، تراهن عروس الشمال طنجة على استعادة زرقتها المتوسطية المتميزة عبر تنظيم النسخة الأولى من اللقاءات المتوسطية خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 22 يونيو الجاري.

هذا الموعد الأدبي والثقافي يرى النور بمبادرة من مؤسسة فنون البوغاز، تحت إشراف وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة طنجة، وبشراكة مع غاليمار، معهد العالم العربي والمؤسسة الوطنية للمتاحف ومكتبة الأعمدة. ويأتي، وفق المنظمين، على اعتبار أن مدينة طنجة ليست كباقي المدن وبوصفها ملاذا للمثقفين والشعراء وفضاء للحوار بين الثقافات والهويات، من بول بولز إلى محمد شكري ومن جان جينيه إلى الطاهر بن جلون، حيث حملت المدينة على صفحاتها حكايات المنفى والعودة، وجعلت من نفسها مدينة كتاب تتجدد باستمرار.

وعلى مدى ثلاثة أيام، تتحول قصبة طنجة إلى قلب نابض بالكلمة الحية والإبداع المتوسطي، تمتزج فيه القراءات الأدبية بالعروض الموسيقية والموائد المستديرة، وسط أماكن رمزية مثل متحف ابن بطوطة ورياض السلطان وفضاءات المؤسسة الوطنية للمتاحف تكرس طنجة كفضاء للعبور الثقافي.

خالد تامر، العضو المؤسس للمؤسسة سالفة الذكر إلى جانب مارك بيتون، قال إن مدينة طنجة شكلت ملتقى للحضارات ومرآة للانفتاح جمعت بين ثقافات مختلفة ومتنوعة، ما منحها طابعا فريدا ألهمت به كتابا ومؤلفين عالميين من طينة بول بولز وجان جنيه ومحمد شكري، موردا أنها تعود اليوم إلى دائرة المشهد الثقافي بفضل مشاريع طموحة تعيد الاعتبار لدورها كمنارة إبداعية متوسطية.

وأضاف تامر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن من المهم تسجيل طنجة كمدينة للأدب، مستحضرا توفر المدينة على أقدم المكتبات (مكتبة الأعمدة) التي يجب الحفاظ عليها، ومن هذا المنطلق تم التفكير في حدث أدبي مغربي ومتوسطي وإفريقي.

وأورد المتحدث ذاته أن قوة هذا الحدث الثقافي في نسخته الأولى تكمن في فتح باب النقاش بخصوص المشهد الثقافي “بمدينة شكري والآخرين”، آملا أن يتمكن الموعد من إشراك الأكاديميين والمجتمع المدني والسياسيين والعديد من الفنانين والمهتمين بالحقل الثقافي لإعادة تعريف المشروع الثقافي لطنجة.

وتُفتتح اللقاءات المتوسطية لمدينة طنجة، بحسب الجهة المنظمة، بتكريم خاص للروائي المغربي الفرنسي الطاهر بن جلون، أحد أبرز الأسماء الأدبية في الضفتين، كما يتضمن الحفل قراءات في أعماله وشهادات أدبية، يليها عرض موسيقي استثنائي يجمع بين إبداع عازف” البيانو” اللبناني طارق يماني والموسيقي المغربي عثمان الخلوفي، في مزيج فني يعكس الروح المتوسطية.

وتسعى اللقاءات المتوسطية لمدينة طنجة، وفق الجهة المنظمة، إلى ترسيخ نفسها كتظاهرة متجذرة في المدينة ومنفتحة على ساكنتها، من خلال الاحتفاء بالأجيال المختلفة وإعادة ربط المدينة بجغرافيتها الثقافية المتوسطية، في لحظة يتقاطع فيها الأدب مع الفن والهوية بالتعدد، والضيافة مع التفكير المشترك.

ويتضمن برنامج الفعالية قراءات شعرية موسيقية عند المغيب، ولقاءات مع ناشرين وندوات حول موضوعات مثل اللغات والمنفى والتعايش الديني، على أن تتوج هذه الفعالية بمائدة مستديرة تجمع الطاهر بن جلون ومصطفى كبير عمي، إلى جانب أمسيات شعرية مصحوبة بعروض موسيقية.

وتواكب التظاهرة مسارات فنية موازية تشمل معارض للفن المعاصر في قاعات غاليري كين وغاليري دار الفن وغاليري إبراهيم آرت، حيث تدخل الأعمال البصرية في حوار مباشر مع الكلمة، وتقدم رؤى جديدة للمتوسط.

ويراهن المنظمون على كتابة فصل ثقافي جديد لطنجة منارة المتوسط، يليق بتاريخها ومكانتها الرمزية، وخلق صحوة ثقافية تعيد إليها وهجها التاريخي وهويتها المتوسطية متعددة الروافد، التي جعلت منها منذ قرون مدينة استثنائية، مفتوحة على العالم ومتصالحة مع تنوعها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اعرف طريقك.. تكدس حركة السيارات على أغلب شوارع وميادين القاهرة والجيزة
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية