أكد الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب أن مصر، منذ سنوات، تتحمل تبعات أزمات لم تكن سببًا فيها، مشيرًا إلى أن البلاد تدفع باستمرار ثمن ظروف لم تشارك في صناعتها، بدءا من تداعيات جائحة كورونا في 2020، مرورًا بالحرب الروسية الأوكرانية، ثم التوترات الجارية بين إسرائيل وإيران، والتي وصفها بأنها هذه المرة أقرب جغرافيًا وخطرًا.
وقال الفقي في مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "في ظل هذه التحديات المتتالية، سفينة الاقتصاد المصري تواصل السير بشكل تدريجي والموازنة الجديدة، التريليونية تبلغ مصروفاتها نحو 4.6 تريليون جنيه، في حين تصل إيراداتها إلى نحو 3.11 تريليون جنيه ورغم تسجيل عجز يُقدر بنحو 1.5 تريليون جنيه، إلا أن هذا الرقم انخفض مقارنة بعجز العام الحالي المقدر بنحو 1.3 تريليون جنيه".
وأضاف: "العبرة ليست فقط بقيمة العجز، بل بنسبة هذا العجز إلى الناتج المحلي الإجمالي ومن المتوقع أن ينخفض العجز من 76% هذا العام إلى 73% في العام المالي الجديد، مما يشير إلى تحسن نسبي في مؤشرات الاستدامة المالية".
وتابع: "الموازنة الجديدة تستهدف تحقيق فائض أولي أي بعد استبعاد فوائد خدمة الدين بقيمة تقدر بنحو 807 مليار جنيه، يُستخدم لتقليص العجز الكلي، وهذا يعد تطورا كبيرا مقارنة بخمس سنوات مضت، حيث كانت البلاد تعاني من عجز كلي وأولي معا".
وواصل: "على صعيد النمو الاقتصادي، فتستهدف الحكومة تحقيق معدل نمو حقيقي قدره 4.5% في العام المالي الجديد، مقارنة بـ 3.8% في العام الجاري، وهو مؤشر جيد بالنظر إلى الظروف الإقليمية والدولية الراهنة".
وأكمل: "هناك اهتمام الدولة بالبعد الاجتماعي في الموازنة الجديدة، وتم تخصيص 104 مليار جنيه إضافية للأجور والمرتبات، تشمل العاملين الخاضعين لقانون الخدمة المدنية وغيرهم، بما يرفع متوسط الزيادة إلى نحو 18%".
وذكر: " فيما يتعلق بالمعاشات، هناك زيادة بنسبة 15%، وهي الحد الأقصى الذي يتيحه قانون التأمينات الاجتماعية، ستستفيد منها قرابة 11.5 مليون شخص، إضافة إلى من يعولونهم، مما يعني استفادة نحو 20 مليون مواطن من تلك الزيادة".
وأشار الفقي إلى رفع مخصصات دعم رغيف الخبز والسلع التموينية إلى 160 مليار جنيه، مقارنة بـ 134 مليار جنيه في العام الجاري، بهدف تخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن.