الاتحاد الأوروبي ينفي قبوله تعريفة أمريكية ...

الاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي يرفض التقارير بشأن قبوله تعريفة أمريكية ثابتة بنسبة 10% ويصفها بـ"التكهنات"

رفضت المفوضية الأوروبية، اليوم الإثنين، التقارير التي أشارت إلى استعداد الاتحاد الأوروبي لقبول فرض تعريفة جمركية أمريكية ثابتة بنسبة 10% على وارداته، واصفة هذه التقارير بأنها تخمينات لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أنها لا تعكس الواقع الفعلي للمفاوضات الجارية بين الجانبين.

وقالت المفوضية في بيان رسمي: "المفاوضات لا تزال مستمرة، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذه المرحلة"، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي يعارض منذ البداية الرسوم الجمركية الأمريكية غير المبررة وغير القانونية.

الرسوم الجمركية الأمريكية

كانت صحيفة هاندلسبلات الألمانية قد نشرت في وقت سابق من اليوم تقريرًا يفيد بأن مفاوضي الاتحاد الأوروبي في بروكسل مستعدون لقبول تعريفة جمركية أمريكية موحدة بنسبة 10% على غالبية السلع المصدرة من الاتحاد إلى الولايات المتحدة، وذلك في محاولة لتجنب مزيد من التصعيد التجاري، وخاصة فرض رسوم إضافية على صادرات الاتحاد من السيارات، والأدوية، والإلكترونيات.

وردّت المفوضية الأوروبية، وهي الجهة المخوّلة بالتفاوض في الاتفاقات التجارية نيابة عن الدول الأعضاء الـ27، بالتأكيد أن هذه التقارير لا تعكس ما يجري حاليًا في قنوات التفاوض. وأضاف البيان: "الإشارات إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على تعريفة بنسبة 10% على جميع صادراته إلى الولايات المتحدة، ليست سوى تخمينات لا تستند إلى أي اتفاق فعلي".

قمة مجموعة السبع في كندا

من المنتظر أن يُعقد اجتماع حاسم هذا الأسبوع على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، بين المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش، والممثل التجاري الأمريكي جاميسون جرير، لمواصلة المباحثات حول مستقبل العلاقات التجارية بين الطرفين.

وتأتي هذه التطورات في ظل سياسة تجارية متشددة تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان قد أعلن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على عدة شركاء تجاريين، بهدف تقليص العجز التجاري الأمريكي، والذي اعتبره نتيجة لاتفاقيات صُممت للإضرار بالاقتصاد الأمريكي، على حد وصفه.

يُذكر أن المصدرين الأوروبيين يواجهون بالفعل تعريفات أمريكية مرتفعة تشمل 50% على منتجات الصلب والألومنيوم، و25% على السيارات وأجزائها، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% على معظم السلع الأخرى، وتواجه هذه الرسوم احتمال الزيادة بدءًا من يوليو المقبل، عقب انتهاء فترة تعليق مؤقت لمدة 90 يومًا أعلنها ترامب في أبريل الماضي.

وفي تطور منفصل، وقّعت بريطانيا اتفاقًا تجاريًا ثنائيًا محدودًا مع الولايات المتحدة في مايو، احتفظت فيه واشنطن بالتعريفة الجمركية البالغة 10% على الصادرات البريطانية، لكنها خفّضت التعريفات الأعلى على الصلب والسيارات، غير أن وزراء التجارة في الاتحاد الأوروبي أكدوا أن مثل هذا الاتفاق لن يكون مقبولًا بالنسبة للكتلة الأوروبية الموحدة.

ورغم ذلك، تشير تسريبات إلى أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا نظراءهم في الاتحاد الأوروبي - سواء في لقاءات رسمية أو محادثات غير معلنة - بأن التعريفة الثابتة البالغة 10% تُعد الحد الأدنى الذي لن تنخفض عنه واشنطن في أي اتفاق تجاري مع أي من شركائها، في إطار سعيها لإعادة هيكلة علاقاتها التجارية بما يخدم أولوياتها الاقتصادية.